ينبغي على المسلم الإكثار في هذه الشهر من الأعمال الصالحة، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: «صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، أي أشار بصيام ثلاثة أيام وفطر ثلاثة أخرى.
و ذكر الإمام الطبري في “تفسيره” عن قتادة أنه قال: “إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء”، وروى عنه أيضا قال: “إن الله اصطفى صفايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسلا، ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل”.
ومن الأعمال المستحبة في ذي الحجة، تعظيم شهر ذي الحجة بكثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة ؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وعمرة، وذكر، وغيرها، فالعمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم.
فضل الصدقة في العشر الأوائل من ذي الحجة
تعد الصدقة وذكر الله عز وجل من أعظم أعمال عشر ذي الحجة الفاضلة، كما ورد في قول الله تعالى: «ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ۖ فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» [الحج: 28]، والأيام العشر الأوائل من ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها العمل ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وخاصة الصوم وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه.
أيهما أفضل العشر من ذي الحجة أم الأواخر من رمضان
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن العشر الأواخر من رمضان فضلها يكمن في أن ليلها مقدم على نهارها لأن بها تنزلات بالليل والقرآن الكريم نزل بالليل ولذلك فضل الليل، ” إنا أنزلناه في ليلة مباركة ” .
وأضاف جمعة خلال فيديو مسجل له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، ردا على المقارنة بين العشر الأواخر من رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة إن هذه العشر نهارها أفضل من ليلها كما في قوله تعالى ” والفجر وليال عشر” فقسم الله بها يدل على فضلها أيضا، والله وضع في كل عشرة ميزة عن الأخرى والله يفضل ما يشاء”.
وتابع: يجب على كل شخص مسلم الحرص على الدعاء في هذه الأيام والإكثار من الذكر وتلاوة القرآن الكريم .