مرَّ على نصر العاشر من رمضان المبارك عام 1393 هجرية، ما يقرب من 52 عامًا، وهو اليوم الموافق للسادس من أكتوبر المجيد 1973 ميلادية.
ذلك اليوم الذي نصر الله فيه مصر بشعبها وجيشها الباسل على العدو الصهيوني، واستردت فيه مصر أرضها من هذا العدو، فما كان من المصريين إلا أن طهروا سيناء من دنس أقدام الصهاينة وأطماعهم الغريبة على حساب العرب.
كانت تلك الأطماع الصهيونية بدعمٍ غربي كامل، لكن المصريين بجيشهم وقادتهم البواسل، دحضوا تلك الأطماع بعد أن دكوا الساتر الترابي “خط بارليف”، وعبروا القناة ببسالة، وهدموا تحصينات العدو وحرقوا آلياته واستردوا الأرض.
وكانت ذكرى ذلك الانتصار تسبقه في عامنا هذا، يوم الفداء الموافق ٩ مارس، وهو اليوم الذي ضحى فيه الفريق البطل عبد المنعم رياض بروحه فداءً لمصر وترابها عام 1969، ليظل يوم التاسع من مارس يومًا يحتفل فيه المصريون بتضحيات وبطولات الشهداء.
كان البطل عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الزعيم الجسور الذي كان بين جنوده في موقع متقدم من مناطق القتال، ليستشهد عندما سقطت إحدى قذائف المدفعية الإسرائيلية على الموقع الذي كان فيه بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، وبسبب تفريغ الهواء الناتج عنها توفي البطل عبد المنعم رياض.
مستشهدًا فداءً لمصر والمصريين، وضاربًا مثلًا حقيقيًا في التضحية والقوة.
وقد نعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في يوم استشهاده، قائلًا: “إنني أنعى للأمة العربية رجلًا كانت له همة الأبطال، تمثلت فيه كل خصال شعبه وقدراته وأصالته”.
وحفظت الأرض بطولات الشعب المصري وجيشه القوي، الذي ضحى ويضحي فداءً لوطنه الشريف، ليحمي مقدرات شعبه وأرضه الطاهرة.
إن التاريخ يلاحق الأيام ويقربها ليرسم لنا كم من شهيد ضحى ليتحقق النصر، ليظل العاشر من رمضان رمزًا للكرامة، ويظل ما صنعه الشهداء جميلًا في أعناقنا لن ننساه أبد الدهر.
أمس كان الفداء.. واليوم كان النصر

اترك تعليقك
اترك تعليقك