احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ أيام بعيد القيامة المجيد، وتحديدا في 5 مايو الجاري، وتعيش الكنيسة في هذه الفترة أيام “الخماسين المقدسة” التي يمنع فيها الصوم حتى أيام الأربعاء والجمعة ابتهاجا بقيامة “السيد المسيح”.
فترة الخماسين المقدسة
والخماسين المقدسة هي فترة تمتد من عيد الفصح أي (عيد القيامة) المجيد وحتى عيد العنصرة أي (عيد الصعود)، حيث تعد فترة فرح لا صوم فيها، ويكون فيها الطقس الكنسي في القداسات والصلوات باللحن الفرايحي.
يُحتفل خلال فترة الخماسين المقدسة يوميا بتذكار القيامة وكأنها يوم أحد متصل 7 أسابيع كاملة، ويتكرر الاحتفال بالقيامة يوميا من يوم عيد القيامة وحتى عيد حلول الروح القدس أو عيد الصعود، والذي يكلل الأحد السابع بعد أحد القيامة.
في اليوم الـ39 من الخمسين المقدسة يُحتفل يوميًا بدورة القيامة في الكنيسة في القداسات، ويُختتم بالاحتفال بالقيامة في دورة احتفالية في صلوات رفع بخور باكر عيد الخمسين.
أما في الفترة من عيد الصعود وإلى تسعة أيام من بعده، فيُحتفل بدورة احتفالية في داخلها الهيكل فقط وليس الكنيسة كما في الأيام الـ39، طبقًا لتوصية صدرت من المجمع المقدس في مجلة الكرازة في 27 ابريل 2001، حيث تكون الدورة بعد عيد الصعود بأيقونتيّ القيامة والصعود في جميع قداسات الأيام والآحاد داخل الهيكل، أما في عيد العنصرة فيكون في صلوات رفع بخور باكر في الهيكل وصحن الكنيسة.
آحاد الخماسين المقدسة
يسمى كل يوم أحد من آحاد الخماسين المقدسة باسم مختلف:
- الأحد الأول (أحد توما) : ويتحدث عن ظهور السيد المسيح للتلاميذ و معهم توما الذي قال إنه لا يؤمن إلا عندما يري ويلمس الجراحات، وقال يسوع، “طوبى لمن آمن و لم يرى”، وهو إثبات للاهوت وقيامة السيد المسيح.
- والأحد الثانى يسمى بـ “أحد الحياة الأبدية” أو “خبز الحياة”: ويتحدث عن أهمية التناول من الأسرار المقدسة، ويقول رب المجد في إنجيل القداس “أنا هو خبز الحياة من يقبل إلي فلن يجوع ومن يؤمن بي فلن يعطش أبداً”.
- الأحد الثالث فهو (أحد السامرية) : وإنجيل السامرية يقرأ في الصوم الكبير، وأيضا يقرأ في فترة الخماسين، لأن الله يبين أنه وحده ينبوع الحياة، حيث قال الرب للمرأة السامرية “كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا أما من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا له فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية”.
- والأحد الرابع يسمى ( بنور العالم) : والقيامة في جوهرها تنقل الإنسان من الظلمة إلى النور، والسيد المسيح يقول، ” أنا جئت نورًا للعالم حتى إن كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلام”،
- والأحد الخامس يطلق عليه “الطريق والحق والحياة”: وفي إنجيل القداس الله يرشد للطريق، ويقول عن نفسه أنه (طريق الحياة الأبدية) ” أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي”
- والسادس “انتظار الروح القدس”: هو الأحد الذي يلي عيد الصعود مباشرة وفي الفترة بين الصعود و حلول الروح القدس كان التلاميذ مجتمعين في علية مار مرقس يصلون بروح واحدة و بحرارة كبيرة لمدة 10 أيام، وبعدها نالوا عطية (الروح القدس).
- والأحد السابع (عيد العنصرة) : وهو عيد حلول الروح القدس، روح الحق المعزي، يوم ميلاد الكنيسة لأنه اليوم الذي بدأ فيه الرسل كرازتهم للعالم كله.
أيام وليس فيها صوم ولا مطانيات
وفي وقت سابق، قال قداسة البابا تواضروس الثاني، إن فترة الخماسين في الكنيسة فترة كلها فرح ونحتفل فيها بمجموعة من القديسين والشهداء الأبرار في تاريخ الكنيسة القبطية نتعلم منهم ومن حياتهم الكثير وهم شهود للسيد المسيح، ومنهم مارجرجس الروماني والقديسة الشهيدة دميانة والأنبا باخوميوس.
وقال المتنيح البابا شنودة الثالث، إن أيام الخماسين أيام فرح، وليس فيها صوم ولا مطانيات حتى في يومي الأربعاء والجمعة.
وأوضح أن عدم الصوم في فترة الخماسين كون لأن الخماسين أيام فرح لايجوز فيها الصوم ولا المطانيات، وليس معني ذلك أن يفقد الإنسان ضبطه لنفسه، موضحًا أنه لايليق بالإنسان أن يأكل في وقت مناسب وفي وقت غير مناسب بطريقة تضره صحيًا وتفقده روحنيات الصوم الكبير.
وتابع أن أفراح القيامة هي أولاً وقبل كل شيء الأفراح الروحية وللجسد أن يشترك في أفراح الروح وليس أن ينحل فيه، مختتمًا: “وتدرب في هذه الفترة على الحديث مع الرب والتواجد في حضرة الله بالمزامير والصلوات الخاصة وصلوات الشكر على خلاص الله العجيب مع البعد عن أي شيء يعوق وجودك في الحضرة الإلهية.
وكان أعلن قداسة البابا تواضروس الثاني، عن توقف الاجتماع طوال فترة الخماسين المقدسة، على أن يعود للانعقاد مع بداية صوم الرسل.