أثار موقع صدى البلد الإخباري خلال الندوة المنعقدة للحوار مع المستشار محمد سمير المتحدث الرسمي باسم النيابة الإدارية عددا من التساؤلات التي تهم الموظف العام والمواطنين في جمهورية مصر العربية، وجاءت الإجابات على تلك التساؤلات واضحة ومحددة وتحدد حقوق ومسئوليات الموظفين العموم والمواطنين، وإلى الحوار…
س : في البداية نود التعرف على دور هيئة النيابة الإدارية؟
ج : أتقدم بالشكر لحضراتكم وجودي في هذا الصرح العظيم من صروح الإعلام موقع صدى البلد الإخباري ودوره العظيم والكبير جدًا في رفع الوعي لدى الشعب وفي تغطية الأحداث الإخبارية ونقلها بمهنية وبشكل احترافي سواءً على المستوى المحلي أو المستوى الدولي..
وفيما يخص دور النيابة الإدارية باعتبارها إحدى الهيئات القضائية الموجودة في مصر التي حددها الدستور على سبيل الحصر والتي خصها بالتحقيق في المخالفات المالية والإدارية التي تقعد من الموظفين العموم أو الجهاز الإداري للدولة وبالتالي فهي بتعتبر الجهة القضائية المسئولة عن مكافحة الفساد المالي والإداري داخل أروقة الجهاز الإداري للدولة، وهذا بالنسبة للاختصاص الدستوري المنصوص عليه في نص الدستور الحالي وبالتالي وفقًا للقوانين ذات الصلة مثل قانون الخدمة المدنية الذي يسري على الموظفين العموم أو قانون النيابة الإدارية ذاته.
اقرأ أيضًا:
س : للنيابة الإدارية دور مهم في مكافحة الفساد.. نود التعرف على تفاصيل هذا الدور؟
ج : هي كل ما يخص الأعمال التي يباشرها الموظف العام أو التصرفات التي يباشرها الجهاز الإداري للدولة من خلال موظفيه العموم تقع بالأساس تحت الاختصاص المعني به قانون النيابة الإدارية ما لم يستثني قانون خاص معني به جهات محددة، بمعنى آخر إن حتى في كلمة الفساد أو لو نحب نعرف مفهوم مكافحة الفساد فهي كلمة واسعة جدًا فنحن لا نتحدث فقط عن ارتكاب مخالفات جسيمة أو نتحدث عن الفساد الذي يتداعى لذهن المواطن عن كلمة فساد مثل الرشوة أو الاختلاس أو الاستيلاء على المال العام، نحن نتحدث عن الفساد بمفهومه الواسع من الإساءة لمعاملة المواطنين وعدم تقديم الخدة التي تقدمها الدولة بالشكل القانوني أو في الموعد المحدد أو التأخير والتراخي في الإجراءات الإدارية التي تباشرها الدولة عن طريق موظفيها العموم، وكل هذا يندرج تحت اختصاص النيابة الإدارية..
فنجد أن الموضوع متشعب جدًا وإن كان الموظف العام في النيابة الإدارية أو عدد موظفي الجهاز الإداري للدولة هو عدد معين معين فنحن نتحدث عن النيابة الإدارية باعتباره شأن يهم كل مواطن فلا يوجد مواطن مصري لا يتم مع أحد أجهزة الدولة على الأقل فالتالي تعامله مع الموظف العام وهذا يقع تحت اختصاص النيابة الإدارية.
اقرأ أيضًا:
س : هناك خلط من المواطن بين دور النيابة العامة والنيابة الإدارية.. فنريد أن يعرف الفرق بينهما واختصاص كل منهما على حدة؟
ج : وفقًا للدستور المصري هناك أكثر من جهة وهيئة قضائية موجودة في الدولة على اختلافاتها وكل منهما بتباشر اختصاصاتها فالنيابة الإدارية كما تحدث تهتم بالمخالفات المالية والإدارية داخل الجهاز الإداري للدولة، أما النيابة العامة وفقًا للدستور فهي أحد أجنحة السلطة القضائية والتي تباشر اختصاصها العام المتعلق بقانون العقوبات وقانون الإجراءات الجنائية فعندما نتحدث عن جرائم جنائية تُرتكب من أحاد المواطنين أو حتى من موظف عام بتختص بها النيابة العامة أما عندما نتحدث عن وقائع فساد مالي وإداري فنحن نتحدث عن دور النيابة الإدارية..
أحيانًا يتقاطع هذا الاختصاص عندما نتحدث عن التعدد المعنوي أو المادي فنجد موظف عام ارتكب واقعة تُشكل جريمة جنائية وفي نفس الوقت هي واقعة فساد إداري مما تختص به النيابة الإدارية فهنا نجد أن الجهتين تباشر التحقيق النيابة العامة متى ثبتت صحة الواقعة بتحيلها للمحكمة المختصة سواء محكمة الجنح أو محكمة الجنايات والنيابة الإدارية متى ثبتت صحة الواقعة بتحيلها للمحكمة التأديبية المختصة بمجلس الدولة لتوقيع العقوبات التي نص عليها القانون.
س : باعتبارك متحدث باسم النيابة الإدارية.. تحت الوحدة التي ترأسها من وحدة إعلام إلى وحدة إعلام ورصد.. ما السبب؟
ج : وحدة الإعلام والرصد إحدى الخطوات التي تم قام بها المستشار حافظ عباس رئيس هيئة النيابة الإدارية منذ تولية رئاسة الهيئة منتصف العام الماضي وكان حريص على إعادة هيكلة واستحداث وحداثة وحدات وإدارات وإضافة اختصاصات للجهات الموجودة تحت رئاسة الهيئة وكان من ضمنها تعديل اختصاص مركز الإعلام والرصد فمركز الإعلام بخلاف دوره الإعلامي في إصدار البيانات الإعلامية الخاصة بعمل النيابة ومتابعة وسائل الإعلام، يقوم بالإضافة برصد الوقائع التي تُشكل مخالفات عن طريق وسائل الإعلام، كما يحدث لديكم في الموقع الإخباري تقوموا بنشر خبر عن واقعة معينة كانهيار عقار أو واقعة حدثت في مدرسة أو واقعة حدثت في إحدى الجهات الإدارية أو استغاثة من مواطن فمركز الإعلام والرصد فبكلمة الرصد هو يرصد هذه الوقائع التي يثيرها الإعلام وعن طريق تكامل هذا الدور من توصيل صوت المواطنين أو توصيل الصورة الموجودة على الأرض يتلقها مركز الإعلام والرصد مباشرة ويقوم بفحص الواقعة ثم يقوم بإحالتها أمام النيابة المختصة والحقيقة أن هذا يحدث بدون أن يتقدم المواطن للنيابة الإدارية بشكوى فنحن نعتمد على الإعلام في هذا الدور ونرصد ما يتم تداوله على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختصة وبنفحصه وبنحيله فورًا..
وهذا حدث مثلًا في واقعة انهيار عقار أسيوط فنحن رصدناها إعلاميًا ولم يتقدم لدينا أحد بشكوى، فبمجرد رصدها وعرضها على المستشار رئيس الهيئة فورًا أخطرت النيابة المختصة في نفس الوقت وفي اليوم التالي صباحًا كانت بتجرى التحقيقات لمباشرة الواقعة وهذا على سبيل المثال للحصر فكلمة الرصد تعني بالأساس متابعة وسائل الإعلام على مدار الساعة فحص ما ينشر فيها ما يشكل ما بها اختصاص للنيابة الإدارية وإحالته للنيابة المختصة.
س : ما هي الإجراءات التي تتخذها النيابة الإدارية تجاه المهملين والمخالفين من الموظفين العموم؟
ج : بادئ ذي بدء هناك وسائل وروافد مختلفة لاتصال علم النيابة الإدارية بالواقعة من خلال قيام المواطن بالتقدم بشكوى من خلال وسائل عديدة تستحدثها هيئة النيابة الإدارية كل فترة أمام من خلال الشكل التقليدي عن طريق البريد مرورًا بالخط الساخن ثم البريد الإلكتروني ثم تطبيق الـ واتس آب وانتهاء بالتطبيق الأخير الخاص بالهاتف المحمول..
بعد أن نتلقى الشكوى يتم فحصها ثم إحالتها للتحقيق أمام النيابة المختصة وطالما تحدثنا عن مسار المحكمة فمعنى ذلك أن الشكوى انتهت إلى الإدانة في وقائع تستوجب الإحالة للمحاكمة بعد انتهاء النيابة من تحديد الاتهامات وأدلة الثبوت على تلك الوقائع والاتهامات الموجهة للمتهم أو المتهمين وبتحيلهم للمحكمة التأديبية، والتي تنظرها على مدار جلساتها انتهاءً بصدور الحكم إما بالإدانة، وفي هذه الحالة قد يطعن عليه المتهم أمام المحكمة الإدارية العليا باعتبار أنه له حق التقاضي بالطعن وفقًا للقانون وقانون مجلس الدولة وإذا صدر الحكم بالبراءة قد تطعن عليه النيابة الإدارية إذا رأت أن هذه البراءة قد صدرت وهناك أحد الإجراءات التي بها مخالفة للقانون أو تفسيره أو تطبيقه أو الضوابط التي يترتب عليها الطعن على هذه الأحكام أمام المحكمة الإدارية العليا، وعندما تصدر المحكمة الإدارية العليا هذا الحكم يكون الحكم قد استنفذ كل درجات التقاضي ويصبح واجب النفاذ فور صدوره.
س : ما دور إدارة الدعوى التأديبية في هيئة النيابة الإدارية؟
ج : لدينا إدارة تسمى إدارة الدعوى التأديبية يرأسها أحد المستشارين أحد نواب رئيس الهيئة وبها عدد كبير من المستشارين ممن لديهم الخبرة الكافية والعمل الطويل في النيابة الإدارية والتي تقوم بفحص تلك الأحكام فور صدورها من مجلس الدولة وهي التي ترى توافر أحد الشروط التي سطرها القانون للطعن عليها من عدمه وقد ترى أنه لا يمكن الطعن على هذه الدعوى لأن الحكم صدر وفقًا لصحيح القانون وقد ترى أن الحكم صدر به مخالفة في الضوابط التي حددها القانون للطعن وتقوم بإعداد تقرير للطعن عليه أمام المحكمة الإدارية العليا.
وتطرق الحوار لتوضيح الفصل بين دور النيابة العامة واختصاصاتها ودور النيابة الإدارية واختصاصاتها والسبب لتحول وحدة الإعلام لـ الإعلام والرصد وكيفية تحديد المسئولين عن العقارات المنهارة ومسئوليتهم عن تلك المخالفات، والإجراءات التي تتخذها النيابة الإدارية تجاه هؤلاء المخالفين والمهملين وتوضيح الفرق الجوهري بين هيئة الرقابة الإدارية وجورها وهيئة النيابة الإدارية ومسئولياتها ودور النيابة الإدارية في مجال التحول الرقمي والتطور الكبير الذي شهدته الهيئة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية كما كان في الماضي والإجراءات التي تتخذها هيئة النيابة الإدارية فور تلقي الشكاوى من المواطنين ومعدل تلقي هذه الشكاوى على مدار اليوم.
س : ما رأيك في نص التعديل الجديد لقانون الإجراءات الجنائية؟
ج : هذا تعديل دستوري في 2014 نص على وجوب وحق الإنسان في التقاضي على درجتين ضمانًا للعدالة كما يحدث في الجنح يكون التقاضي على درجتين الجنح والجنح المستأنفة ولكن في الجنايات كان على درجة واحدة مكونة من ثلاثة من كبار القضاة وحدث التعديل وأصبح يسمح بالاستئناف على الجنايات أمام دوائر جنايات مستأنفة وبالتالي كان للمشرع ممثل في البرلمان أن يقر النص التشريعي ممثل في البرلمان وينفذ النص الدستوري ويتحقق حق المواطن في الطعن على أحكام الجنايات الصادرة على درجتين وهو تم بالفعل.
س : وبسؤاله عن قضاء التأديب في مصر، وما هي سلطاته والفصل بينهم؟
ج : قضاء التأديب في مصر المشرع انتهج فيه مبدأ الفصل بين سلطة التحقيق وسلطة الاتهام وسلطة المحاكمة بأن جعل التحقيق والاتهام للنيابة الإدارية وجعل سلطة الفصل والمحاكمة للمحكمة التأديبية بمجلس الدولة وهذا النظام هو المعمول به في معظم دول العالم خاصة في الدول الأنجلو سكسونية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فتجد أن مكتب الادعاء الجنائي هو مكتب منفصل تمامًا عن القضاء وأثرهم مختلف وتعيينهم مختلف وكذلك إجراءات تعيينهم مختلفة.
س : ما الفرق بين قضاء التأديب والقضاء الجنائي في مصر؟
أجاب : ما يحدث في القضاء الجنائي يختلف عن ما يحدث في قضاء التأديب، فالتعيين في القضاء الجنائي سواء في محكمة الجنايات أو الجنح أو المحاكم المدنية يتم من خلال التعيين في النيابة العامة وصولا إلى سن التبادل بين النيابة العامة والقضاء أما في قضاء التأديب هناك فصل بين سلطة الاتهام والتحقيق والمحاكمة فوكيل النيابة الإدارية منذ تعيينه داخل الهيئة يظل يترقى داخل الهيئة وصولا لجهاتها المختلفة وصولا للمراكز القيادية بعيدًا عن الفصل في الخصومة التأديبية المنعقدة لمجلس الدولة.
س : كيف يتم معاقبة الموظف العام إداريًا وجنائيًا؟
أجاب : قانون العقوبات في بعض الجرائم الجنائية ذات الطبيعة الخاصة قانون العقوبات بيحكم بحزمة من العقوبات التبعية ليس فقط بتقييد الحريات بالسجن أو الحبس ولكن قد يحكم بعزل الموظف من وظيفته وبالتالي فإن قانون العقوبات أعطى الحق بعزله من وظيفته ولكن النيابة الإدارية بتكمل في هذا المسار ونفترض أن هذا الموظف قد طعن على هذا الحكم أمام القضاء الجنائي المختص سواء محكمة الجنح المستأنفة أو الجنايات المستأنفة فأبطلت المحكمة حكم أول درجة وأعيدت محاكمته مرة أخرى خلال هذه الفترة إذا لم يكن هناك حكم تأديبي بفصل الموظف من الخدمة فمن الممكن أن أعيد هذا الموظف «إذا كان فاسدًا أو بالفعل وقعت منه تلك الجريمة» فيعود لحين الفصل في الشق الجنائي مرة أخرى وبالتالي نحن نسير في المسار التأديبي لأنه بغض النظر عن العقوبة الجنائية تحسبًا لما يطرأ على الحكم الجنائي من تغيير من المحكمة الأعلى درجة.
س : لماذا يعاقب المرتشي جنائيا وإداريًا رغم أنه تلقى الرشوة في مكان غير محل وظيفته؟
ج : ليس للنيابة الإدارية علاقة بمكان تلقي الرشوة ولكن النيابة الإدارية لها علاقة بصفة المتلقي للرشوة باعتبارها موظف عموم فنص قانون العقوبات في جريمة الرشوة لا يعاقب على الإخلال بواجبات الوظيفة أو الامتناع عنها بل بيعاقب عن أنه يأخذ مبلغ مالي على سبيل الرشوة لأداء أعمال وظيفته وهنا لم يتشرط المشرع الإخلال بواجبات وظيفته كأحد الأركان أو العناصر الأساسية لتجريم الواقعة بل كون دفع مبلغ مالي للموظف وهو قام بأداء وظيفته بدون مخالفة هذه جريمة رشوة كاملة فهن تخضع للتجريم العقابي.
س : هل المرأة تباشر نوع معين من القضايا في النيابة الإدارية؟
ج : من الملاحظ من خلال متابعة التقارير والبيانات الصادرة عن هيئة النيابة الإدارية نجد أن المعاينات في كثير من المناطق العشوائية والأماكن الصعبة كانت بتنزل لمتابعتها الزميلات المستشارات وكذلك في وقائع صعبة جدًا تجد أن اسم مديرة النيابة إحدى السيدات المستشارات وبالتالي فنحن ليس لدينا قضايا للتحقيق مخصصة للرجال وأخرى للسيدات والعبرة دائمًا للتميز والكفاءة.
س : ما الإجراءات التي تتخذها الهيئة ضد المسئولين عن انهيار العقارات؟
ج : النيابة الإدارية بتختص مع المختصين بوحدات الحكم المحلي والأحياء الذين تقع في دائرة اختصاصهم العقار الذي انهار وتنظر الإجراءات التي اتخذوها وفقًا للقانون وهل العقار صادر له ترخيص من عدمه ولو صادر له ترخيص هل تم بناؤه وفق الإجراءات التي حددتها هيئة التراخيص وهل هناك محاولة بالتعديل في البناء بعد ذلك من تعلية البناء أو خلافه وما هي الإجراءات التي اتخذها المختصين في هذا الشأن وإذا لم يكن قد صدر له ترخيص كيف تم بناؤه وهل صدر قرار إزالة له ولو صدر لما لم يتم تنفيذه، وإذا ثبت وجود مخالفات من المختصين فتحيلهم النيابة للمحاكمة التأديبية فيما يتعلق بالشق الخاص بهم.
س : ما الإجراءات التي يتم اتخذها بشأن المتضررين من انهيار العقارات؟
ج : ليس هذا عمل النيابة الإدارية وهناك جهات أخرى من بينها وزارت الدولة المختلفة هي التي تتولى التعامل مع هذا الملف سواء بتوفير مساكن بديلة أو توفير تعويضات لهؤلاء الناس المتضررين من انهيار العقار
س : هل لهيئة النيابة الإدارية دور في إثبات حقوق المتضررين من انهيار العقارات؟
أجاب : النيابة الإدارية لها دور في إثبات المخالفات التي وقعت من المختصين عن الجهات التي تراقب هذا المكان أما حقوق هؤلاء الناس سواء بتحكمها علاقة عقدية بينهم وبين صاحب العقار أو أي ما تكون شكل العلاقة فهذا الأمر تختص به المحاكم المدنية المختصة والوزارات ذات الصلة.
س : ما العلاقة بين مجلس الدولة وهيئة النيابة الإدارية؟
أجاب : العلاقة بين النيابة الإدارية ومجلس الدولة علاقة مستمرة وفي حالة حركة ديناميكية طول الوقت لأن النيابة الإدارية طول الوقت تحيل لمجلس الدولة القضية التي تنتهي فيها إلى المحاكمة التأديبية أو بتعرض على مجلس الدولة استمرار وقف موظف عن العمل عندما ينتهي مدة وقفه يتم عرضه على المحكمة التأديبية مرة أخرى للنظر في استمرار وقفه من عدمه وهذا إجراء احتياطي على ذمة التحقيق ثم تستقبل من مجلس الدولة الأحكام الصادرة من المحاكم التأديبية لفحصها بيان ما إذا كانت ستطعن عليها من عدمه فإذا انتهت إلى الطعن بنعود مرة أخرى لعلاقة التماس لأنها بتطعن مرة أخرى أمام المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة ثم يصدر الحكم فتباشر النيابة الإدارية إجراءات تنفيذه مع الجهات الإدارية المختصة وهذا ما يحكمنا في العلاقة بين مجلس الدولة كجهة قضائية وبين النيابة الإدارية كهيئة قضائية.
س : هل يوجد مكان للنيابة الإدارية داخل مجلس الدولة؟
أجاب : ليس بالضرورة أن يكون مكان داخل مجلس الدولة قد يجمعهما في بعض الأحيان مكان واحد وأحيانًا تكون المباني منفصلة لأن النيابة الإدارية هيئة قضائية مستقلة عن المجلس ولكن في حضور لعضو النيابة الإدارية لأن له مكان على منصة الادعاء في المحاكم التأديبية إنما المقرات عادة ما تكون مقرات منفصلة لأن النيابة الإدارية تباشر التحقيقات والمجلس يباشر الحكم.
س : هل هناك جهات تخضع لنظام تحقيق في التأديب بعيدًا عن هيئة النيابة الإدارية؟
ج : هناك بعض الجهات ذات الطبيعة الخاصة التي نص القانون صراحة على خضوعها لأنظمة تأديب مستقلة خاصة مثل أعضاء السلك الدبلوماسي وضباط الشرطة في الخدمة وضباط القوات المسلحة فهي جهات ذات طبيعة خاصة بتخضع في نظام التأديب فيها لجهاتهم التي يخضعون لها فهؤلاء بنص القانون لا ولاية للنيابة الإدارية عليهم أما أغلب الجهات الإدارية الأخرى فالنيابة الإدارية فتباشر من واقع الاختصاص بشكل أساسي للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية.
س : ما الفاصل بين النيابتين الإدارية والعامة أثناء التحقيق في واقعة واحدة؟
ج : إن هذا يحدث في حالة التعدد المعنوي للجريمة بما يعني أفعال إجرامية معينة شكلت أكثر من وصف للجريمة فمثلا قد يكون صاحب عقار قد بنى بناء مخالف أو خالف اشتراطات الترخيص أو حاول تعلية أدوار والعقار غير مجهز لهذا ولم يتبع الطريق القانوني وهنا تتولى النيابة العامة التحقيق معه ومباشرة الإجراءات وفقًا لقانون العقوبات المصري باعتبارها جرائم جنائية وعندما تمت المخالفة في العقار كان هناك مسئولين في الحي مختصين بمتابعته ومهندسين لم يقوموا بدورهم على الوجه الأمثل وهذا يكون اختصاص النيابة الإدارية فنجد في هذه الحالة النيابة العامة تحيل صاحب العقار والمهندس الاستشاري الذي بناه إذا كان هناك مخالفات إنشائية للمحاكمة الجنائية والنيابة الإدارية بدورها تحيل المختصين من أجهزة الدولة للمحاكمة التأديبية لأنهم تقاعسوا عن القيام بدورهم فبالتالي تكون المسارات مختلفة ولكن الاثنين بيشتغلوا على واقعة واحدة.
س : هل هناك وحدة معينة تتابع السوشيال ميديا التي يتم عرض عليها المخالفات وشكاوى المواطنين؟
ج : مركز الإعلام والرصد الذي من ضمن اختصاصاته متابعة المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل منتظم ومستمر والمركز مكون من عدد من المستشارين وعدد من الموظفين الذين يتابعون بشكل دوري على مدار الساعة المواقع والمنصات اللي بهذا الشكل ولدينا أيضا استخدام الكلمات المفتاحية لمعرفة المنشورات التي تنشر على السوشيال ميديا أو على المواقع الصحفية زي حضراتكم وعن طريق البحث نبدأ نطلع ما إذا أخبار تشوبها واقعة فساد أو استغاثة أحد المواطنين وبنبتدي نتحرك على الفور وده بالفعل يحدث على مدار الساعة فنحن نعمل الساعة 1 أو 2 ليلا حسب الواقعة ما يتم رصدها ويتم التعامل معها على الفور.
س : هل هناك فارق بين البلاغ الوارد من الجهة الحكومية أو الرقابية وبين شكوى المواطن؟
ج : في الحقيقة لأ ولكن شكاوى المواطنين تشكل عصب عمل النيابة الإدارية الأساس بل أن من الطبيعي والبديهي أن مواطن واحد يحصل على حقه أو يشعر أن له حقه حصل عليه عن طريق التحقيق أو يشعر أن هناك شخص تم محاسبته نتيجة خطاؤه كإهمال طبي وهذا يغرس بداخل المواطن فكرة المواطنة المنصوص عليها دستوريًا والاحساس بدولة القانون وهذا جزء مهم جدًا بتقوم به الدولة في غرس قيم المواطنة لدى المواطنين وهذا يأتي عندما يشعر المواطن أن جهاز ما أو جهة ما يستطيع أن يتقدم بالشكوى إليها بسهولة ويسر وبالفعل إذا كان له حق بيحصل عليه.
س : لو أن المواطن تعرض لخطأ طبي في مستشفى أو مغالاة في الأسعار أو ظلم في مدرسة حكومية في هذه الحالات أبلغ القسم أو أتوجه بشكاوى للجهات الرقابية.. ما المفروض على المواطن فعله؟
ج : تعدد الجهات الرقابية يصب في مصلحة المواطن وليس العكس فجهاز حماية المستهلك بيراقب الجهات التي تقدم خدمات وبيفحص الشكوى ويعمل على حلها أما إذا كنت تتحدث عن جهة قضائية أثناء تعاملك مع أحد أجهزة الدولة أو الموظفين العموم لأبسط مخالفة أو حصل على سلعة ناقصة أو فاسدة أو في مستشفى ليس فقط يتقدم بالشكوى للخطأ الطبي ولكن يتقدم إذا تم إساءة معاملته في المستشفى أو أن الطبيب غير موجود تبلغ النيابة الإدارية فورا، ولا أطلب من المواطن أن يتقدم ببلاغ للقسم أولا بل يتقدم بشكوته للنيابة الإدارية عن طريق وسائل استقبال الشكاوى المتعددة.
س : ما الفرق بين دور النيابة الإدارية والرقابة الإدارية؟
ج : لما فصلت الرقابة الإدارية عن النيابة الإدارية استقلت الرقابة بالفحص والرقابة واستقلت النيابة الإدارية بالتحقيق القضائي فالنيابة الإدارية تملك التفتيش لو هناك مناسبة تحقيق أو شكوى ولكن لا تملك عمل جولات تفتيشية كالرقابة الإدارية.
س : هل تم التحقيق من قبل النيابة الإدارية لموظفين عموم بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية؟
ج : كان هناك عدد كبير من الوقائع بأن أحد الموظفين العموم مدرس أو موظف في أحد الجهات الإدارية تورط في الانتماء لجماعة محظورة، أو قام بعمل أفعال العنف أو الشغب أو محاولة اقتحام مقرات محاكم أو سجون وكانت النيابة العامة تباشر فيها التحقيقات كونها المختصة بذلك وبتخطر النيابة الإدارية عما أسفرت إليه التحقيقات وأحيل لمحكمة الجنايات لمحاكمته فالنيابة الإدارية بدورها بتحيله للمحكمة التأديبية لفصله من الخدمة إذا ثبت تورطه في ذلك الأمر.
س : هل اختلفت هيئة النيابة الإدارية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عما كان من قبل؟
ج : الرئيس عبد الفتاح السيسي بيكون حريص في كل مناسبة بتجمعه برجال القضاء على التأكيد على احترامه للهيئات القضائية وعلى استقلال تلك الهيئات وكان دائمًا يركز على فكرة الدعم الكامل للهيئات القضائية والتحول الرقمي والميكنة في عمل المحاكم والهيئات والقضاء لأن هذا رؤية مصر 2030 التي تتضمن الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة وميكنة كافة أجهزة الدولة ورقمنتها بما ينعكس بالإيجاب على المواطن وتحقيق العدالة الناجزة.