أعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم السبت أن عدد قتلى قواته جراء الضربات الإسرائيلية التي وقعت فجراً ارتفع إلى أربعة، وفقاً لوكالة “صابرين”.
جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد الجيش الإيراني مقتل اثنين من عناصره أثناء التصدي للهجمات الإسرائيلية. ووصفت الوكالة الضربات بأنها جاءت في إطار الدفاع عن أمن البلاد وحماية مصالحها.
الخسائر محدودة واستئناف حركة الطيران
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، أن الضربات الإسرائيلية أدت إلى “خسائر محدودة”، مشيرة إلى أن الأوضاع العامة في البلاد عادت إلى طبيعتها بعد استئناف حركة الطيران التي توقفت لساعات فجراً.
كما عبّرت عن فخرها بالقوات الدفاعية الإيرانية، وأشادت بجهود الدفاع الجوي في التصدي للهجوم.
الرد الإسرائيلي وتحذيرات من التصعيد
في المقابل، زعم مسؤول إسرائيلي أن الضربات حققت أهدافها بدقة، مشيراً إلى أنها استهدفت منشآت تصنيع صواريخ وأنظمة دفاعية.
كما حذرت إسرائيل طهران من أنها “ستدفع ثمناً باهظاً” في حال قامت بأي اعتداء جديد.
واشنطن تدعو إلى التهدئة
على الجانب الآخر، دعت الولايات المتحدة إلى التهدئة، حيث قال مسؤول أميركي رفيع إن “ما حدث يجب أن يكون نهاية المواجهة بين إسرائيل وإيران”، محذراً من أن واشنطن مستعدة للتصدي لأي رد إيراني.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، تصاعدت التوترات بين البلدين بعد أن شنت إيران هجوماً بصواريخ على إسرائيل رداً على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وقادة آخرين من حركة حماس والحرس الثوري.
مخاوف من اندلاع حرب واسعة
تستمر الجهود الأميركية في الضغط على كل من إسرائيل وإيران لتجنب التصعيد، حيث نصحت واشنطن حليفتها إسرائيل بتفادي استهداف المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، رغم تأييدها لحق تل أبيب في الدفاع عن نفسها.
كما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، في إشارة إلى الاستعداد لأي تطورات قد تؤدي إلى تصعيد أوسع.
قال اللواء أركان حرب أسامة محمود، المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، إن سبب تأخير الرد الإسرائيلي على إيران حتى فجر اليوم، هو تحديد الهدف الذي تضربه، والذي يضمن لها حق استرجاع الردع الاستراتيجي، والسبب الثاني هو أن إيران دولة نظامية ذات جيش نظامي، ولا بد أن تجعل إسرائيل لهذا الأمر حساب في هجمتها، والسبب الثالث هو مناقشة الجانب الأمريكي وأخذ موافقته.
وأضاف محمود، أن الضربة الإسرائيلية فجر اليوم باهتة، لا تستحق حجم الانتظار، ونجح الدفاع الجوي الإيراني في إحداث إزعاج جوي للطيران الإسرائيلي، وبالتالي أصبحت الطائرات ليس لها مجال حقيقي، ولكن جاء الاستهداف من إسرائيل لمواقع عسكرية، آملة أن إيران لن تزيد مستوى التصعيد.
وأشار المستشار بكلية القادة والأركان العسكرية، إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة أول أمس، كانت واضحة في الأساس أن ليست لبحث مسارات الهدنة، ولكنه جاء لمراجعة آخر ترتيبات الخطة الإسرائيلية، وضمان عدم الإفراط الإسرائيلي في توجيه الضربة لإيران.
وتابع: «أمريكا أصبحت سبب رئيسي في طول أمد الحرب، وأمريكا تمد بالسلاح وتدعم سياسيًا من خلال استخدامها لحق الفيتو، وأمريكا أصبحت سياستها الخارجية تعاني من تعثر وارتباك كبير، لمساندتها لإسرائيل منذ بدء عملياتها، واكتشفت بعد أشهر أن إسرائيل كالفتى المدلل الذي لا يستمع لأحد».