تتسبب التقلبات المناخية القاسية في تأجيل الدراسة وإغلاق المدارس وتعطيل الحياة العامة في كثير من دول العالم، خاصة تلك التي تشهد عواصف وأعاصير وهطول أمطار شديدة لفترات طويلة دون توقف أو لعدة أيام؛ ما قد يعرض حياة الناس للخطر، ويضطر الحكومات؛ لتعطيل المصالح والخدمات لحين انتهاء هذه الحالة الجوية السيئة.
تأجيل الدراسة وإغلاق المدارس
وتشهد الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط دائما تقلبات مناخية عاصفة وشديدة، ومنها اليونان التي تتعرض خلال هذه الأيام، لـ العاصفة إلياس بعد أسبوعين من انتهاء إعصار دانيال، الذي تسبب في تداعيات خطيرة على السواحل اليونانية والليبية، حيث تأثرت منطقة بالاماس الواقعة وسط اليونان بشدة بإعصار دانيال الذي تسبب في كوارث خطيرة.
وتلقت بالاماس أكبر كمية من الأمطار، لتخصص هيئة التنسيق في البلدية، نقاط تجميع للسكان في حالة حدوث فيضانات، كما واتفق السكان على أنه في حالة الحاجة إلى الإخلاء، فسيتم إيواء أكبر عدد ممكن من المواطنين في المنازل الواقعة على الأراضي المرتفعة.
وبعد ما تسبب به إعصار دانيال، ضربت العاصفة إلياس، الخميس بلاد الأغريق، وأدت إلى سقوط كميات غزيرة من الأمطار على اليونان بداية من ساعات متأخرة من مساء الأربعاء، بعد أسبوعين من مقتل 17 شخصا بسبب إعصار دانيال، لتتسبب العاصفة إلياس، في غرق القرى والطرق وأجبرت المدارس على الإغلاق في عدة بلديات، حيث حشد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خدمات الطوارئ الحكومية والأفراد العسكريين لتعزيز الدفاعات في مناطق بما في ذلك منطقة ثيسالي الشمالية.
من جانبها، أكدت خدمة الإطفاء اليونانية، أنها نقلت أكثر من 3000 شخص إلى مواقع أكثر أمانًا منذ يوم الثلاثاء الماضي في ظل تدهور حالة الطقس، بعدما ضربت العاصفة إلياس، أجزاء من وسط اليونان، الخميس، لتجتاح الطرق وتحطم الجسور وتغرق آلاف المنازل.
وتسببت العاصفة إلياس، في فيضانات واسعة في مدينة فولوس بوسط البلاد، وتركت المئات عالقين في القرى الجبلية المجاورة، وأكدت السلطات اليوناية، أن خدمة الإطفاء نفذت عمليات إنقاذ وإجلاء متعددة، موضحة أن رجال الإنقاذ يبحثون في منطقة جبلية عن شخصين بعدما فُقدت طائرة هليكوبتر خاصة كانت تحلق في الطقس السيئ.
وأكد رئيس بلدية فولوس أشيلياس بيوس للتلفزيون اليوناني، إن المدينة تحولت إلى بحيرة، وحياة الناس في خطر، وأنه بقي محاصرا، فيما ظلت 80% من المدينة بدون كهرباء.
هل تصل العاصمة إلياس مصر؟
وعن تأثير العاصمة إلياس على مصر، قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إنه لا يوجد خوف على البلاد من العاصفة إلياس التي ضربت اليونان ولن نتأثر بها، مشيرة إلى أن حالة الطقس في مصر مستقرة في الوقت الحالي، حيث نشهد ارتفاعا في درجة الحرارة، ومن المتوقع انكسار موجة الحر تلك بداية من يوم الأحد 1 أكتوبر 2023.
وأضافت “غانم”، خلال تصريحات إعلامية أن حالة الطقس في مصر بعيدة تماما عن أي كتل هوائية تأتي من جنوبي غرب أوروبا خلال هذه الأيام، مشيرة إلى أنه من المتوقع سقوط أمطار خلال الأسبوع الجاري، تأثرا بمنخفض جوي في طبقات الجو العليا يؤدي إلى سرعات في الرياح، ولكن لن يصل إلى حد العاصفة.
وشددت “غانم”، على أن العاصفة إلياس، لن تصل مصر نهائيا، مؤكدة أن البلاد تشهد استقرارا في الأحوال الجوية على كافة الأنحاء، حيث تتأثر البلاد بامتداد مرتفع جوي يعمل على زيادة فترات أشعة الشمس ومصادر الكتل الهوائية الشرقية تؤدي لارتفاع درجات الحرارة.
ولفتت “غانم”: يسود البلاد حالة من الاستقرار في الأحوال الجوية، وفيما يتعلق بالعاصفة إلياس فتوثر على دولة اليونان فقط، حيث سقطت بالفعل أمطار غزيزرة هناك بسبب منخفض جوي بسطح البحر المتوسط، تزامنا مع المنخفض الجوي، الذي يعمل على حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، فيما عرف بـ منخفض إلياس.
وأوضحت “غانم”، أن دولة اليونان شهدت تراكما للأمطار، مع وجود برق ورعد، ما أدى إلى فيضانات، لا تمثل أي خطورة أو تأثير على مصر، حيث بدأت قوة المنخفض الجوي تقل على اليونان، ويتجه إلى المناطق الشمالية الموجودة في أوروبا، مشددة على أن مصر تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، ونعيش حالة من ذروة الارتفاعات في النهار على القاهرة الكبرى والوجه البحري وشمال وجنوب الصعيد وجنوب سيناء، إضافة إلى وجود أجواء حارة على السواحل الشمالية، وتكون تلك الأجواء لطيفة ليلا.
واختتمت: هناك فرص لسقوط أمطار خفيفة على مناطق أقصى غربي البلاد وسلاسل جبال البحر الأحمر، لكن لن تمتد إلى المناطق الشمالية، ولن تشهد البلاد أي تقلبات جوية تؤثر على أعمال الأنشطة اليومية خلال الفترة المقبلة.