أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة مفاده إن ابنها مسرف ويشترى بتبذير، فماذا تفعل معه؟، وما حول حكم الإسراف والتبذير والشراء دون غرض من السلعة المراد شرائها؟.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، “لإنسان المسرف ربنا لا يحبه، فهل أعرض نفسى لعدم محبة الله، لأني أريد شراء بعض السلع نتيجة إن معي أموال زيادة، وربنا حذرنا من الإسراف فى القرآن الكريم”، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالي: ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”.
وأوضح: “على الأم والأخوة عدم مساعدة هذا الابن، وهذا ليس معناه القسوة عليه، لكننا مثل الطبيب الذى يستخدم المشرط للعلاج، فلما يلاقى أمه وأخوته لا يستطيعون مساعدته بالتالى يصلح حاله، بعدما يعيد حساباته مرة أخرى، صحيح إنه هيكون فى ألم وتعب، لكن ستعلم الخروج من حالة الإٍلاف وينتقل إلى الترشيد فى باقى عمره كى يعيش بطريقة جيدة”.
الإسراف والتبذير
القرآن الكريم صادق وقال فى ابتلاء وجوع ونقص فى الأنفس، وهذا ليس تبشيرا بأنك ستموت من الجوع وتأكل ورق الشجر مش زى ما القطيع فهم، احنا بنقول لازم الكلام ده يكون فى حساباتك، وهذا الكلام لا يتعارض مع كلام سيدنا النبى -صلى الله عليه وسلم- والذى قال فيه “اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم”، يبقى خلى بالك هتصرف ما فى الجيب مش هيجت تانى، دوام الحال من الحال”.
والرزق ليس له علاقة برضا الله، ممكن تلاقى ملحد وعنده أموال قارون، وتلاقي مؤمن مش لاقى يأكل، فى كل الأحوال النعم لا تدوم، خذ القرآن نهى عن الإسراف والتبذير، لهذه الأسباب، وهى زوال النعم”.
الفرق بين الإسراف والتبذير
هناك فرقا بين التبذير والإسراف، فالتبذيرهو صرف الشيء فيما لا ينبغي، كمن يتشترى مثلًا طعامًا وهو لا يأكله أو شيئًا لا يحتاج إليه ويشتريه لمجرد أن معه الأموال ولا يعرف في أين ينفقها.
والإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، كمن يشترى 20 رغيف خبر وهو يحتاج إلى 3 أرغفة فقط.
ويقول الله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (سورة الأعراف: 31).
وجاء أيضًا فى قول تعالى: «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا» (سورة الإسراء/26-27) .
فالإسراف والتذير من الصفات المذمومة التي تسبب أن يدخل فاعلها النار إلا إذا عفا الله عنه، معتبرًا التبذير والإسراف من أكل الأموال بالباطل، لأن عدم إنفاق الأموال فيما ينفع صاحبها هو أكل للمال، الذي أمرنا الله تعالى بالحفاظ عليه والتصدق منه وإخراج الزكاة لمساعدة الفقراء والمحتاج فهو مال الله تعالى.