يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا الأحد في الاجتماع التنسيقي الخامس النصف سنوي للاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإفريقية والذي يعقد في العاصمة الكينية نيروبي، بحضور قادة وزعماء ورؤساء الحكومات الإفريقية.
الإسراع بتطبيق اتفاقية هامة
ومن المقرر أن يلقي الرئيس السيسي كلمة يستعرض خلالها خطة مصر في ظل ترؤسها الحالي للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإفريقية للتنمية النيباد على مدار العامين المقبلين.
كما سيلقى الرئيس السيسي كلمة بصفته الرئيس الحالي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (cop27) أمام جلسة البيئة والتغيرات المناخية لاستعراض الجهود المصرية في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على دول القارة الإفريقية، في ظل جهود مصر المستمرة لتوفير الدعم والتمويل من الدول المتقدمة ومؤسسات التمويل الدولية لتقديمها إلى دول إفريقيا الأكثر تأثرًا بتداعيات التغيرات المناخية.
ويبحث الرئيس السيسي مع الزعماء ورؤساء الحكومات المشاركين في الاجتماع التقدم الذي تحقق في برنامج عمل الاندماج التجاري لدول القارة، وسبل تعزيز ذلك الاندماج ومن بينها خطوات تتعلق بتعزيز حرية الحركة وجواز السفر الإفريقي الموحد وسبل ربط الأسواق المالية والبنية التحتية لدول القارة.
وتشارك مصر فى قمة الاتحاد الإفريقى للتجمعات الاقتصادية في 16 يوليو الحالي بكينيا تحت شعار الإسراع فى تطبيق اتفاقية التجارة الإفريقية القارية الحرة، والتي عقدت اجتماعاتها التحضيرية يومي 13 و14 يوليو الجاري، على المستوى الوزاري.
وستشهد القمة مشاركة عدد من التجمعات الاقتصادية الممثلة للمناطق الجغرافية المختلفة فى القارة السمراء ومنها: (الإيكواس- الكوميسا- الساديك وتجمع النيباد الذي تتولى مصر رئاسته حالياً.
ومن المقرر أن تبحث القمة العقبات التى تواجه تطبيق منطقة التجارة الإفريقية القارية الحرة والعمل بشكل جماعي على تسريع وتيرة الاندماج القاري وصولا إلى السوق الإفريقية المشتركة بالأضافة إلى التغيرات المناخية والاقتصاد الأزرق.
ومن جانبها قالت كانايو أوانى نائبة رئيس البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيم بنك) أن اتفاقية التجارة الإفريقية القارية الحرة تعد العمود الفقري للتغلب على العقبات التي تواجه التبادل التجاري في القارة وأن مهمتهم دعم تنفيذ اتفاقية التجارة الإفريقية الحرة والسعى لدخولها حيز التنفيذ.
وأضافت نحن الواجهة الأساسية لدعم منطقة التجارة ونقدم كل ما لدينا من أدوات لدعم هذا الدور مشيرة إلى أن (أفريكسيم بنك) قدم 20 مليار دولار من أجل دعم التجارة البينية، وقرر زيادته إلى 40 مليار دولار إضافية حتى 2026.
نقلة نوعية داخل قارة أفريقيا
قال الدكتور أحمد السيد أحمد خبير العلاقات الدولية والأمريكية، إن مشاركة مصر في أعمال القمة التنسيقية الخامسة لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية والدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، التي تعقد غد الأحد بالعاصمة الكينية نيروبي، تحت شعار “تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية” تعكس الأولوية التي توليها مصر لتطوير العلاقات مع افريقيا سواء على المستوى الثنائي او الاتحاد الافريقي ، وهي العلاقات التي شهدت طفرة كبيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وبعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ حيث كانت أفريقيا مهملة في السياسية الخارجية المصرية وكانت مصر تركز على الدوائر التقليدية مثل امريكا واوروبا وبالتالي مصر أهتمت بأفريقيا وتطورت العلاقات بينهم وزاد الاستثمار والتبادل التجاري بين مصر والدول الافريقية وأعطت مصر الاولوية في الاهتمام بالدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل ، القرن الافريقي ، الساحل والصحراء، غرب أفريقيا.
وأضاف في تصريحات لــ”صدى البلد” أن المسار الثاني هو اهتمام مصر بتطوير التجارة ودعم التنمية في أفريقيا حيث شهدت رئاسة مصر للاتحاد الافريقي إطلاق منطقة التجارة الحرة الافريقية وكان هذا انعكاس للجهود المصرية للحد من بيئة الفقر والإرهاب والهجرة غير المشروعة التي تخرج من أفريقيا الى الشمال في اوروبا وبالتالي حرمان أفريقيا من الموارد البشرية والعقول ، والشباب الذي يواجهون خطر الموت في البحر المتوسط.
واستكمل : الرؤية المصرية تقوم على السير بالتوازي في تسوية الصراعات في أفريقيا ومواجهة الارهاب والهجرة غير المشروعة لتعزيز التنمية والتمكين الاقتصادي ولذلك أعطت مصر دفعة قوية لتعزيز التعاون الاقتصادي الافريقي سواء على مستوى الاتحاد ككل او على مستوى المنظمات في افريقيا وربطها ببعضها البعض، فضلاً عن أن مصر لها دور كبير في حشد الدعم الدولي لتعزيز التنمية في افريقيا وتغيير المعدلات القديمة التي كانت تربط افريقيا بالقوى الكبرى في العالم والقائمة فقط على أن افريقيا سوق لتصريف منتجات الدول المتقدمة ومصدر للمواد الخام ، وتغيرت بالفعل هذه المعادلة لتحقيق الندية بين أفريقيا والدول الكبرى وهو ما أدى إلى وجود تنافس دولي غير مسبوق على الاستثمار في افريقيا مثل اوروبا، الصين، روسيا ، الهند، وامريكا ، مشيراً أنهم يتنافسون على التواجد قي افريقيا، حتى القوى الإقليمية مثل تركيا واسرائيل وإيران، لافتاً إلى أن مصر سعت لتوظيف هذا السباق الدولي على افريقيا لتعزيز التنمية في القارة.
وتابع : هذا اللقاء يأتي في إطار إزالة كل العقبات التي تقف امام تفعيل منطقة التجارة الحرة التي من شأنها أن تمثل نقلة نوعية كبيرة في التعاون والتبادل التجاري بين الدول الافريقية ، في ظل امتلاك افريقيا للموارد البشرية والطبيعية الضخمة التي تمكنها من تحقيق التنمية، كما يمكن الاستفادة من مصر من خلال تجربتها الرائدة في إنشاء الطرق والمحاور والمشروعات الكبرى، ومن بين مخرجات القمة المتوقعة هو إزالة القيود الجمركية على التجارة الافريقية.