أصدرت الأمم المتحدة، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، تحذيرا شديدا من “أزمة غذائية غير مسبوقة” في أفريقيا، وكشفت أن ثلاثة من كل أربعة أفارقة على الأقل لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، في حين أن خُمس سكان القارة يعانون من نقص التغذية.
يحدد التقرير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي ومفوضية الاتحاد الأفريقي يوم الخميس، التحديات الخطيرة التي يواجهها سكان القارة البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.
يُعزى الوضع المثير للقلق إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الاضطراب العالمي في إمدادات الحبوب نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا، والصراعات المستمرة داخل أفريقيا، والآثار السلبية لتغير المناخ، والآثار المتبقية لجائحة كوفيد-19. ويؤكد التقرير أنه من المتوقع أن يتعرض الملايين لخطر تفاقم الجوع في المستقبل القريب.
على الرغم من ثروة أفريقيا من الموارد الطبيعية، تواجه القارة مفارقة، حيث تظل المنطقة الوحيدة التي تعاني من التدهور الاقتصادي، وسط النمو السكاني السريع الذي من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050.
أدى العنف المسلح في غرب ووسط أفريقيا إلى نزوح الملايين، في حين تتصارع شرق أفريقيا مع تغير المناخ والطقس المتطرف الذي يشكل تهديدات خطيرة للمزارعين.
ويسلط التقرير الضوء على أن فشل الدخل في مواكبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية يجعل من الصعب على نحو متزايد على العديد من الأسر تحمل تكاليف القوت الأساسي.
جاء في التقرير أن “أغلبية سكان أفريقيا – حوالي 78% أو أكثر من مليار شخص – لا يزالون غير قادرين على تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، مقارنة بـ 42% على المستوى العالمي، والرقم آخذ في الارتفاع”.
في عام 2022، تم تصنيف ما يقرب من 342 مليون أفريقي على أنهم “يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد”، وهو ما يشكل 38% من الإجمالي العالمي البالغ 735 مليون جائع. ويتأثر الأطفال دون سن الخامسة بشكل غير متناسب، حيث يعاني 30% منهم من توقف النمو بسبب سوء التغذية.
ويشدد التقرير على ضرورة تكثيف البلدان جهودها لتحقيق أهداف التغذية العالمية وخلق عالم خال من الجوع وسوء التغذية بحلول عام 2030. ويؤدي التأثير المستمر لكوفيد-19 إلى تفاقم الوضع، حيث يعاني 57 مليون أفريقي إضافي من نقص التغذية منذ ظهور الوباء. ليصل الإجمالي إلى ما يقرب من 282 مليونًا في عام 2022.
وتواجه نيجيريا، الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أفريقيا والمنتج الرئيسي للنفط، تحديات حادة بشكل خاص، حيث لا يتمكن ما يقرب من 93% من سكانها الذين يتجاوز عددهم 210 ملايين نسمة من تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.
وأثارت النتائج التي توصل إليها التقرير تساؤلات حول استخدام الحكومات لثروات أفريقيا لتحسين حياة المواطنين. وتدعم وكالات الأمم المتحدة الدعوات إلى تحويل أنظمة الأغذية الزراعية، إلى جانب التقدم في التعليم والصحة والطاقة، على أمل تعزيز الإنتاج والتغذية والظروف البيئية والرفاهية الشاملة للجميع.