رأت صحيفة “الأهرام” في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأحد، أولويات الدولة المصرية التي تحكم مواقفها وتحركاتها بشأن حرب غزة.
وقالت الصحيفة تحت عنوان “أولويات الدولة المصرية في غزة”، إن الدولة المصرية يحكمها بجميع مؤسساتها مجموعة من الأولويات الرئيسية في حرب غزة، أبرزها السعي لإيقاف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بما يؤدي إلى وقف نزيف الدم الفلسطيني بعد مرور أكثر من 200 يوم على اندلاع تلك الحرب، والتي أدت إلى سقوط شهداء فلسطينيين تجاوزوا 35 ألفا، والعدد مرشح للزيادة في حال استمرار تعثر جهود التهدئة التي تقوم بها القاهرة كفرصة أخيرة، الأمر الذي يستلزم تقديم تنازلات متبادلة بين الطرفين المتحاربين.
وأشارت إلى التحذير المصري خلال الأسابيع القليلة الماضية من أي عمليات عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية، وسط تقارير عن قرب اجتياح برى إسرائيلي للمدينة، نظرًا لما قد يتمخض عنها كارثة إنسانية تضيف إلى المعاناة التي يعيشها قاطنو غزة دون استجابة سريعة وكافية من المجتمع الدولي، بل إن هناك محاولات إسرائيلية مستمرة لإعاقة أي تدخل إنساني نظرًا لتصور لدى القيادة السياسية في إسرائيل بأن تزايد الضغوط الإنسانية على الفلسطينيين يدفع حركة حماس إلى تقديم تنازلات في ملف الأسرى، على الرغم من أن ذلك الاعتقاد ليس صائبًا.
وقالت إن مصر تعمل على منع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، بما يؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وفي هذا السياق، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى 42 لتحرير سيناء، على موقف مصر الرافض تمامًا لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، حفاظًا على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية لأمن مصر القومي، كما أكد موقف مصر الثابت بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: “لا يغيب عن التحرك المصري العمل على تحقيق الرؤية القائمة على أن حل الدولتين هو المدخل الرئيسي لتعزيز الاستقرار الإقليمي، ودائمًا تشير القيادة السياسية المصرية إلى ضرورة دفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة”.