ذكرت صحيفة “الأهرام” أن الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة دخلت شهرها السابع دون أن تتراجع تل أبيب عن عملياتها العسكرية التي تسببت في مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 75 ألفا آخرين، بل إنها تبدو مصرة على المضي قدمًا في تبني الخيار العسكري رغم عدم تحقق الأهداف الأولية المعلنة من جانبها منذ البداية، سواء على صعيد القضاء على حركة حماس أو على مستوى استعادة المحتجزين وجثامين القتلى.
وأوضحت الصحيفة – في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الاثنين/ بعنوان “نصف عام على حرب غزة” – أن اللافت في هذا السياق أن تل أبيب – رغم انشغالها في إدارة العمليات العسكرية في غزة – بدأت في تمهيد الساحة الداخلية والإقليمية لاحتمال اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، في مرحلة ما بعد اندلاع الحرب في غزة، أو بالتوازي معها، وهنا فإن المسألة لا تتعلق فحسب بمحاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد فترة بقائه في السلطة وتقليص حدة الضغوط السياسية التي يتعرض لها من أجل إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وإنما تتصل أيضًا بتغيير التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي في مرحلة ما بعد عملية “طوفان الأقصى”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل باتت تعمل على تحجيم قدرات خصومها الإقليميين، خاصة القريبين من حدودها، في سوريا ولبنان تحديدًا، وترى أن هذه السياسة هي الخيار الأنسب لتفادي إمكانية التعرض لتهديد آخر على غرار ما حدث في 7 أكتوبر الماضي، ولذا فإنها بدأت في رفع مستوى استهداف القيادات البارزة في الحرس الثوري الإيراني، فضلًا عن الكوادر الرئيسية في حزب الله اللبناني، بل إنها تعمدت مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق لاستشراف المدى الذي يمكن أن يصل إليه رد الفعل الإيراني، على المستوى العسكري، في التعامل مع هجوم مباشر على أحد المقرات الدبلوماسية التابعة لطهران.
ولفتت الصحيفة إلى أن تل أبيب تبدو في انتظار هذا الرد المحتمل، الذي سيتم بناءً عليه تحديد الخيارات التي يمكن اللجوء إليها للتعامل مع المعطيات الجديدة التي سوف يفرضها، على نحو يوحي بأن منطقة الشرق الأوسط تبدو مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي، في ظل اتساع نطاق الارتدادات التي فرضتها، وما زالت، الحرب في غزة التي دخلت يومها الـ185.