أكدت صحيفة “الأهرام” أن العلاقات المصرية – الكويتية، تتميز عبر مختلف مراحلها، بالقوة والحيوية، والخصوصية الكبيرة، انطلاقا من التاريخ المشترك بين البلدين، والمواقف المشرفة لكل منهما في أكثر من نقطة مفصلية من مسيرة الشعبين وتاريخ المنطقة، علاوة على العلاقات الاقتصادية المتينة التي تزداد توسعا وازدهارا بين عام وآخر.
وأفادت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ تحت عنوان (مصر والكويت.. زيارة تاريخية) بأنه لا شك في أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة على رأس وفد رفيع المستوى، إلى مصر حاليا، تمثل في حد ذاتها بداية مرحلة جديدة في مسيرة علاقات الأخوة الوطيدة بين الدولتين، لأكثر من سبب.
وأشارت إلى أن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها أمير الكويت لمصر منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر الماضي، وتأتي مع بدء الولاية الجديدة للرئيس عبد الفتاح السيسي رسميا في الثاني من أبريل الماضي، وتأتي أيضا في ظل تطورات مهمة تمر بها المنطقة العربية بأكملها، وتحتاج إلى تضافر جهود البلدين، وتوحيد الصفوف، والتشاور والتنسيق المستمرين، خاصة ما يتعلق بتطورات الموقف في غزة، والتصعيد الخطير في المنطقة، بما يؤثر على الأمن والاستقرار الإقليميين.
ونوهت “الأهرام” إلى أنه من المنتظر أن تتناول زيارة أمير الكويت، ومحادثاته مع أخيه الرئيس السيسي، عددا كبيرا من الموضوعات والملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، تتصدرها بطبيعة الحال سبل تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات، خلال المرحلة المقبلة.
ولفتت إلى أن هذه الزيارة ستكون فرصة لتطوير التعاون المشترك على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، ليس فقط لكون الكويت ثالث أكبر شريك تجاري لمصر بين الدول العربية بعد الإمارات والسعودية، وخامس أكبر مستثمر في مصر، لكن أيضا لأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 3 مليارات دولار سنويا، وقابل للزيادة في الفترة المقبلة، بينما تبلغ الاستثمارات الكويتية في مصر نحو 15 مليار دولار، وهو أيضا رقم قابل للزيادة، في ضوء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة المصرية في الآونة الأخيرة لإصلاح الاقتصاد وتحسين بيئة الاستثمار.
واختتمت “الأهرام” افتتاحية عددها بأنه لا شك في أن التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الكويتية عن غانم صقر الغانم، سفير دولة الكويت بالقاهرة، عن هذه الزيارة كانت معبرة بشكل دقيق عن أهمية الزيارة، والمحادثات التي ستشملها، حيث وصف الزيارة بأنها «تاريخية»، وتحظى بترحيب كبير على المستويين الرسمي والشعبي في البلدين، علاوة على إشارته إلى أن العلاقات المصرية – الكويتية تعتبر «نموذجا يحتذى به» في العلاقات العربية – العربية، وهو ما يضفي أجواء من التفاؤل إزاء إسهام هذه الزيارة في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين الشقيقين.