ذكرت صحيفة “الأهرام” أن مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل خلال الفترة القصيرة المقبلة، والعمل على حل بعض القضايا العالقة بين الطرفين ووقف إطلاق النار، وهو ما يستدعى بدوره التفكير في ترتيبات اليوم التالي المرتبطة بإعادة إعمار غزة أو ما يطلق عليه التعافي، لافتة إلى تقديرات دولية بأن إعادة إعمار غزة قد تستمر للقرن المقبل إذا سارت الوتيرة بتوجه إعادة الإعمار نفسها في الصراعات والحروب السابقة.
وتحت عنوان “إعادة إعمار غزة”، أوضحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأحد، أن التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت أربعة عقود، وأن 72% من الأبنية السكنية دُمّرت كلّيا أو جزئيا، وفى هذا السياق، كشفت الأمم المتحدة منذ أيام قليلة عن أن تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة تقدر بنحو 40 مليار دولار.
وتابعت: ” الخسائر تتزايد مع استمرار الحرب، وبلغ حجم الركام أربعين مليون طن والتعامل مع آلاف الجثامين تحت هذا الركام، هذا بخلاف الآثار النفسية للحرب على السكان المدنيين، وكذلك الزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة، ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة، وهو ما اعتبره البعض المهمة التي لم يسبق للمجتمع الدولي التعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية”.
ودعت إلى البدء في وضع في برنامج للتعافي المبكر المؤقت لمدة ثلاث سنوات بعد وقف الحرب، مشيرة إلى مناقشات جرت خلال الفترة الماضية بين البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ودول عربية والقيام بسرعة بإسكان الفلسطينيين النازحين في سكن كريم، وإعادة حياتهم الطبيعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، لأنهم لا يملكون رفاهية الوقت بانتظار عقود من الزمن للإعمار.
وقالت الصحيفة: “غزة ستحتاج إلى خطة مارشال جديدة للتعافي، غير أنه توجد شكوك عميقة بشأن جاهزية الغرب بشأن إعمار غزة، خاصة أن الغرب لم ينفذ وعوده بشأن إعادة الإعمار سابقًا في دول أخرى”.