أكدت صحيفة “الأهرام” أنه لا تكاد تمر فرصة سياسية أو دبلوماسية إلا وسعت الدولة المصرية بكل جد وعناية إلى الاستفادة منها لمصلحة القضية الفلسطينية.
وشددت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ تحت عنوان (دور مطلوب من القوى المؤثرة)، على أنه يسري ذلك على اللقاءات الثنائية والاتصالات التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة دول العالم، وأيضا على مشاركته في المؤتمرات والأحداث المحلية والعالمية المختلفة، هذا بالإضافة بالطبع إلى الجهود المعتادة التي تقوم بها وزارة الخارجية في هذا الصدد.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس السيسي أمس الأول من رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، كان هناك حرص من جانب الرئيس، بجانب الحديث عن تعزيز العلاقات الثنائية، على التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات في الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أنه كان هناك توافق على خطورة التصعيد الذي تشهده المنطقة مؤخرا، والذي تحذر منه مصر بين الحين والآخر، لتأثير ذلك ليس على دول المنطقة فحسب، وإنما على المجتمع الدولي بأكمله، لأن أمن أوروبا، والسلم العالمي بشكل عام، مرتبط جذريا بأمن واستقرار الشرق الأوسط، وهو ما لن يتحقق دون التوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية تستند إلى مبادئ الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس السيسي استمرار جهود مصر للدفع في اتجاه التهدئة ووقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، وكذلك وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، فإن هناك حاجة ملحة إلى تكثيف مساعي المجتمع الدولي، وفي مقدمته القوى الأوروبية المؤثرة، أي الاتحاد الأوروبي، للعمل على وقف التصعيد الجاري، والانخراط في مسار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بهدف استعادة الاستقرار الإقليمي، وتحقيق الأمن المستدام لجميع شعوب المنطقة.
واختتمت “الأهرام” افتتاحية عددها بأنه “وكما نوهت مصر في أكثر من مناسبة، فلن يتحقق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بغير تسوية سياسية تشمل «حل الدولتين»، لأن لغة القوة لن تنهي صراعا، ولن تحسم قضية، بل تفتح الباب أمام مزيد من التصعيد، وتوسيع نطاق الصراع، وهو ما يحدث الآن بالفعل، بدليل انتقال كرة النار في أقل من عام واحد من قطاع غزة، إلى الضفة الغربية، ثم إلى جنوب لبنان، وسوريا، والبحر الأحمر، وإيران، وهو ما يعني ضرورة الإسراع وتكثيف الجهود، وخاصة من القوى الفاعلة والكبرى، لممارسة ضغوطها ومحاولاتها لمنع توسيع نطاق الحرب”.