يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد السلطة في مصر، وعلى مدى تسع سنوات من حكمه، على ترسيخ أسس تعاون مشترك بين مصر ودول القارة الأفريقية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وشعبيا وأمنيا وانسانيا تعاون بناء ومشترك توظف فيه مصر قدراتها البشرية وخبراتها وامكاناتها ومكانتها الدولية لتعظيم مصالح الشعب المصري وشعوب القارة الإفريقية.
زيارة الرئيس السيسي الى أنجولا
استقبل الرئيس الأنجولي جواو لورنكو، الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القصر الرئاسي بلواندا، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس السيسي، كما استعرضا حرس الشرف.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعقد اليوم الأربعاء، جلسة مغلقة مع رئيس أنجولا جواو لورينسو يعقبها مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين تتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وبناء علاقات قوية ومجالات التعاون القائمة، وتطوير التعاون في كافة المجالات وخاصة المجالات التنموية التي لها علاقة بالتشييد والطاقة والبنية التحتية.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن دولة أنجولا تشهد نمواً اقتصاديا، وتتطلع إلى التعاون مع الدول الشقيقة، وعلى رأسها مصر، وهو ما ستركز المحادثات عليه.
وأكد أن المباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الأنجولي ستتناول أيضاً على المستويين الإقليمي والدولي القضايا المطروحة التي لها علاقة بالشمال الأفريقي وغيرها من بؤر النزاعات الأخرى سواء الأزمة السودانية أو النشاط الذى يقوم به الرئيس الأنجولي وبلاده في تسوية النزاعات من خلال مؤتمر دول البحيرات العظمى، ومنطقة الجنوب والوسط.
أول رئيس مصري يزور أنجولا
وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أول رئيس مصري يزور أنجولا، ويشارك بعد ذلك بقمة الكوميسا بزامبيا ويزور موبوتو عاصمة موزمبيق، وذلك يعد امتدادًا للدور المصري بأفريقيا والذى شهد نشاطا واضحا وملموسا على صعيد القارة بأسرها خلال السنوات الماضية.
وتابع: وكذلك الاهتمام المصري المكثف والذى وصل إلى ذروته عام 2019 برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، واستمرت تلك الذروة في الدور المصري حتى الآن مع رئاسة مصر للكوميسا عام 2021، حيث ستقوم مصر بتسليم رئاسة التجمع غدا الخميس إلى دولة زامبيا ، بالإضافة إلى رئاسة مصر إلى النيباد (الوكالة الإنمائية للاتحاد الأفريقى) في العام الماضي.
وأوضح أن رئاسة مصر لتلك المؤسسات عكست ثقة الدول الأفريقية في دورها وقيادتها سواء على مستوى الاتحاد الأفريقي أو الكوميسا الذي يعد تجمعا ضخما يضم 21 دولة لها حجم تجارة بينية كبير وإمكانيات اقتصادية ضخمة، ومصر تعد من أكبر المساهمين فى حجم التجارة البينية داخل الكوميسا الذي يعد تجمع هام بالنسبة لمصر التي ترأسته خلال العامين الماضيين.
وترأست مصر لجنة تسيير النيباد، وكل ذلك يعد علامات ومظاهر للدور المصري النشط والمركز والفاعل والذي ينبع من اهتمام وصدق حقيقي في الاهتمام بقارة أفريقيا باعتبارهم أشقاء تجمعنا أهداف مشتركة ومصير واحد باعتبار أنه يوجد تفاهم كبير بين الرئيس السيسي وزعماء وقادة دول القارة الأفريقية سواء على المستوى الشخصي أو تبادل الزيارات الثنائية والاتصالات المستمرة مع جميع القادة الأفارقة.
زيارة الرئيس السيسي تاريخية
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي، إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الي نطاق جنوب شرق أفريقيا تعد في الحقيقة جولة تاريخية وامتداد لعمل الدبلوماسية الرئاسية المصرية الحريصة على تعزيز التعاون المصري الافريقي بعد أن عادت الدائرة الأفريقية كدائرة اهتمام أولى في السياسة الخارجية المصرية بعد عام 2014.
وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هذه الجولة امتداد لجولات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الي كافة النطاقات الأفريقية ورأينا جولة في عام 2019 شملت بعض دول غرب أفريقيا، والآن نتحدث عن جولة في غاية الأهمية بها أيضا محطات لم يزورها رئيس مصري من قبل.
وتابع: جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الافريقية هي جولة تاريخية، ونهج الدبلوماسية التي تهتم بتعزيز الشراكات والعلاقات الافريقية مع الدولة المصرية، ورأينا خلال السنوات الماضية زيارات للرئيس السيسي الي نقاط جغرافية في القارة الافريقية لم يزورها الرئيس من قبل وهذا نتحدث عن الجابون ورواندا وجيبوتي وجنوب السودان وفيينا وغيرهم من الدول التي زراها الرئيس السيسي كأول رئيس مصري يزور هذه الدول.
وأكد أن بعد عام 2014 رأينا الدائرة الافريقية تعود كدائرة اهتمام أولى للسياسة الخارجية المصرية وهذا انطبع على الحراك المصري في العلاقات الخارجية وتعزيز الشراكات مع القارة الأفريقية لهذا ترتكز تعزيز العلاقات المصرية الافريقية على ركائز هامة حتى بجانب البعد السياسي بنجد البعد الاقتصادي والتنموي حاضر وبشدة.
وواصل: لذلك توجدت مصر كشريك تنموي مع الدول الافريقية في كافة المشروعات القارية وحتى على الصعيد الثنائي مصر ساهمت في إنجاح مشروع سد جوليويوس نيريري في تنزانيا ومشروعات الري في جنوب السودان.
جولة الرئيس لها الكثير من المكاسب
وأضاف الكاتب والباحث السياسي، أنه فيما يتعلق بزيارة الرئيس السيسي الي أنجولا فمصر شريك مع أنجولا في مجال التنمية العمرانية وهناك بالفعل اتفاق بين الدولتين في مجال الإسكان والطرق.
ولفت أن فيما يتعلق بتعزيز الشراكة الاقتصادية هناك رؤية مصرية واضحة من خلال المشاركة المصرية في كافة المحافل الاقتصادية الافريقية، لذلك هناك حرص من القيادة السياسية المصرية للتواجد في قمة الكوميسا التي تستضيفها زامبيا ومصر ترأس هذه القمة وتسلمها هذا العام الي زامبيا وخلال رأستها في الحقيقة أنجزت الكثير من الإنجازات الهامة على صعيد تعزيز الشركات الاقتصادية ما بين 21 دولة الأعضاء في هذا التجمع الأهم في القارة الافريقية.
واختتم: فنحن نتحدث عن جولة لها الكثير من المكاسب سواء على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وبين الدول الثلاث التي تشملها هذه الجولة او فيما يتعلق بالتعاون الافريقي ـ الافريقي فهي جولة مهمة وتاريخية تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية وأيضا تعزيز الشراكة الافريقية في هذا التوقيت الهام الذي تحتاج فيه افريقيا الي التكامل وتعزيز التعاون الافريقي في ظل التغيرات الدولية التي تضرر منها كافة الدول النامية وخاصة الدول الافريقية.
والجدير بالذكر، تتميز العلاقات السياسية التاريخية بين البلدين بالثبات و الاستقرار، حيث لم تشهد أية توترات في أي مرحلة من مراحلها المختلفة منذ استقلال أنجولا، و يرجع تاريخ هذه العلاقات لعام 1965 حيث تم فتح أول مكتب إقليمي لحزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا ( MPLA ) بالقاهرة برئاسة السيد باولو جورج وزير الخارجية الأسبق و ذلك لدعم حركات التحرر الأنجولية ضد الاستعمار البرتغالي.