تعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة من أعظم القربات التي يتقرب بها المؤمن يوم القيامة، فهي صلاة مفروضة وسنة منصوصة، لا يجوز بحال من الأحوال التكاسل عنها.
الصلاة على النبي
وفي يوم الجمعة يتساءل البعض فيقول: ما فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة؟، ونحن في التقرير التالي نجيب.
تقول دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي إن الإكثار من الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، وهو أمرٌ مشروعٌ بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة:
– فأما الكتاب: فقوله تعالى:﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب: 56].
– ومن السنة: وردت أحاديث كثيرة تبين فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وخاصة في يوم الجمعة؛ فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -يَعْنِي بَلِيتَ-؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» أخرجه أبو داود وابن ماجه في “سننيهما”.
وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا» أخرجه النسائي في “سننه”.
وفي فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فقد جمع كثيرًا منها الإمام النووي الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه “رياض الصالحين”، كما جمع كثيرًا من أحاديث فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة الحافظُ السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه “القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع”.
الصلاة على النبي يوم الجمعة
يجوز الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم- في كل وقت وحين، لكن في يوم الجمعة يُستحب الإكثار من الصلاة عليه؛ وذلك لما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «إن من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ»، ومن الفضائل أيضًا:
– الأجر والثواب: إنَّ الصلاة على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- خاصة في يوم الجمعة بأي صيغة من صيغها تعادل الثواب والأجر الذي نحصل عليه من حجة مقبولة، كما يُثاب الإنسان على ذلك لأنّ الحسنة بعشرة أمثالها، وكثرة الصلاة على النبي يوم الجمعة تتطلب كثرة ذكره على القلب مما يؤدي إلى زيادة إيمان المسلم بالله ورسوله، وزيادة حبه لهم وتمسكه بهديه وسنته.
– استجابة الدعاء تعتبر ليلة الجمعة من أكثر الليالي استجابة للأدعية، لهذا حثَّ النبي – صلى الله عليه وسلم- من الإكثار من الصلاة عليه خاصة يوم الجمعة لأنَّ فيها ساعة إجابة هي الساعة التي تسبق آذان المغرب في آخر ساعة في العصر كما ورد عنه – صلى الله عليه وسلم-: «من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه».
– نفي الفقر من أهم أسباب صلاة الله -عز وجل- على المصلي وصلاة الملائكة أيضًا عليه، وطيب المجلس، وتنفي عن العبد صفة البخل والشح كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: «البخيلُ من ذُكرتُ عندَهُ ثم لم يُصَلِّ عليَّ».
– شفاعة الرسول: تعتبر الصلاة على الرسول – عليه الصلاة والسلام- وسيلة لكسب شفاعته، ونيل رحمة الله -عز وجل- ورضاه وغفرانه، وتثبيت الإنسان المسلم على الصراط المستقيم، وهي من أفضل أنواع الذكر وأسرع وسيلة لزيادة الورع والزهد والتقوى في نفوس المسلمين.
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
أولًا: يؤجر المصلي على النبي – صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.
ثانيًا: يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.
ثالثًا: يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.
رابعًا: سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.
خامسًا: يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.
سادسًا: تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
سابعًا: الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.
ثامنًا: سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.