أكد رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، الدكتور إسلام أبوالمجد، أن الهيئة ساهمت في الجهود التنموية التي تقودها القيادة السياسية في مصر من خلال البيانات الفضائية والنماذج العددية والتحاليل الإحصائية لإتاحة المعلومات الدقيقة والمحدثة التي تساعد متخذي القرار والمنفذين على اتخاذ قرار تنفيذي سليم.
جاء ذلك خلال مشاركة الهيئة في جلسة تشاورية علمية بعنوان “مستقبل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية – الأقمار الصناعية الصغيرة، تأثير كبير”، اليوم /الثلاثاء/، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأشار رئيس الهيئة الى ان الهيئة تشارك بشكل مباشر في تقديم هذه المشروعات والخدمات القومية والمبادرات الرئاسية، ومنها إطلاق المبادرة الرئاسية بزيادة البُقعة الزراعية إلى 1.5 مليون فدان، حيث تقوم الهيئة من خلال بيانات الأقمار الصناعية المختلفة سواء الرادارية أو الهيبرسبيكتال مع الزيارات الميدانية بتحديد ما يقرب من 4 ملايين فدان قابلة للزراعة، ثم تم عمل دراسات للمياه الجوفية باستخدام مُستشعرات أخرى تخترق الأرض لمعرفة المياه الجوفية وعمل خريطة متكاملة للأرض القابلة للزراعة والمياه المُتاحة.
وأوضح أنه يتم أيضا إعداد خريطة التركيب المحصولي بناء على عناصر المناخ والتربة والمياه، فيتم تحديد المحصول المناسب لكل قطعة أرض زراعية، ومن أمثلة هذه المشروعات مشروع الدلتا الجديدة وغرب المنيا ومحور البويطي وواحة باريس في توشكى وشرق بورسعيد.
وقال إنه يتم استخدام تقنية الاستشعار من البعد حاليا لمساعدة وزارة الزراعة في رصد وحصر وتصنيف المحاصيل الاستراتيجية القومية كالقمح والذرة والذرة الرفيعة والقطن وعباد الشمس، كما يوجد تطبيقات للاستشعار من البُعد عن الثروة المعدنية لتحديد أماكنها – التي يمكن أن تقوم عليها صناعات تكنولوجية – مضيفا أن من أهم هذه الأماكن في الصحراء الشرقية مثل المثلث الذهبي، فيتم اقتراح مناطق للاستثمار المعدني طبقًا للمعلومات المُتاحة عن الصخور والمعادن ومواد البناء وأحجار الزينة.
ونوه إلى أن الهيئة ستعقد ندوة متخصصة عن هذا الأمر، مع دعوة كل المهتمين والمستثمرين في الثروة المعدنية، حيث تمتلك الهيئة كاميرات دقيقة تستخدم في تطبيقات المدن الذكية، وبالتالي تشارك بشكل فاعل في أغراض ومشروعات التنمية للدولة المصرية وتحقيق رؤية الدولة في التحول الرقمي.
وسلط الضوء على أبرز نشاطات الهيئة وهي تحديد التعديات على أراضي الدولة وتقنينها وهو الأمر الذي أتاح لصانعي القرار وسيلة موضوعية في تقييم الوضع على الأرض بعيدة عن التقارير المكتوبة، موضحا أن الشائع بين الناس أن من أهم استخدامات وتطبيقات الفضاء هي الاتصالات، إلا أن تطبيقات استخدام الفضاء للتصوير وتركيب كاميرات مختلفة المواصفات الفنية على القمر تدور حول الأرض وتعطي لنا بيانات مستمرة تُكافئ بكثير خدمة الاتصالات.
وأضاف أن هذه الاقمار تُصور كل ما هو موجود على سطح الأرض، وبالتالي فإن العلماء والخبراء يعملون على بتحليل هذه الصورة واستخراج المعلومات التي يمكن تحويلها إلى خدمات مفيدة للمجتمع، مؤكدًا أن الهيئة ستقوم بالتعاون مع القطاع الخاص لتحقيق الاستدامة وتحقيق عائد مجتمعي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
ولفت الدكتور إسلام أبوالمجد إلى أن الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء من أقدم الهيئات وعمرها أكثر من 50 عاما، وهي التي كانت تحتضن برنامج الفضاء الوطني وأول استراتيجية للفضاء في مصر عام 1998 ومن خلالها تم إطلاق أول قمر صناعي للاستشعار من البعد عام 2007، كما أنها ساعدت في إطلاق قمرين من نوع كيوبسات خلال عامي 2017 و2019.
واوضح أن الهيئة هي الجهة المنوطة باستخدام بيانات الأقمار الصناعية في عمليات التنمية في القطاعات المختلفة، وفي المشاركة الفعالة للنهوض الاجتماعي والاقتصادي بالدولة.
وأشار الى أن الهيئة أعدت بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الملف المصري لاستضافة مقر وكالة الفضاء الإفريقية، وقد نجحت الهيئة في الاستضافة متفوقة على 5 دول إفريقية مُتنافسة في هذا الشأن، كما شاركت في إعداد سياسات واستراتيجيات الفضاء في إفريقيا، بالإضافة إلى تمتعها بالخبرات التنفيذية والاستراتيجية والمؤسسية التي تجعلها في مصاف الدول المُتقدمة في هذا المجال إقليميًا ودوليًا .
وتابع قائلا: “إن الهيئة تشارك وتنفذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم الخطة التنموية للدولة وتحقيق رؤية مصر 2030″، موضحا أن الهيئة لديها شُركاء في المنطقة وخارجها، إضافة إلى مشروعات عديدة في إفريقيا، وبالتالي فان البُعدين الاستراتيجي والإقليمي في جمع البيانات من الاستشعار من البُعد وكيفية إخراج المعلومة في التوقيتات والأشكال والدقة المناسبة.
وشارك في فعاليات الجلسة العلمية الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، والدكتور سامي شديد الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للاتصالات، وجاري بيري مدير المبيعات الاستراتيجية بشركة انمارسات للاتصالات، ونخبة من الخبراء والمتخصصين إلى جانب جمهور المعرض.