صوت المشرعون في ناجورنو كاراباخ، المنطقة الانفصالية التي يسكنها الأرمن في أذربيجان، على انتخاب رئيس انفصالي جديد، اليوم السبت، في خطوة نددت بها السلطات الأذربيجانية بشدة.
يأتي انتخاب سامفيل شهرمانيان رئيسًا جديدًا لناجورنو كاراباخ بعد استقالة أرايك هاروتيونيان، الذي استقال في الأول من سبتمبر من منصب رئيس المنطقة، وذلك وسط تصاعد التوترات بين أرمينيا وأذربيجان.
نددت وزارة الخارجية الأذربيجانية بالتصويت ووصفته بأنه “انتهاك صارخ” لدستور البلاد و”ضربة خطيرة لجهود التطبيع في المنطقة.
ومنذ ديسمبر، أغلقت أذربيجان الطريق الوحيد المؤدي من أرمينيا إلى ناجورنو كاراباخ، مما أدى إلى تقييد شديد لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الطبية وغيرها من الضروريات إلى المنطقة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف شخص.
ناجورنو كاراباخ هي منطقة داخل أذربيجان أصبحت تحت سيطرة القوات الأرمنية العرقية المدعومة من الجيش الأرميني بعد حرب انفصالية استمرت ست سنوات وانتهت في عام 1994، وسيطرت القوات الأرمينية أيضًا على مناطق كبيرة حول المنطقة.
واستعادت أذربيجان السيطرة على الأراضي المحيطة بها في حرب استمرت ستة أسابيع مع أرمينيا في عام 2020. وتركت الهدنة التي توسطت فيها روسيا وأنهت الحرب عاصمة المنطقة، ستيباناكيرت، متصلة بأرمينيا عبر طريق واحد فقط يعرف باسم ممر لاتشين، الذي يمر عبره الروس. وكان من المفترض أن تضمن قوات حفظ السلام حرية الحركة.
وقد اشتكت أرمينيا مرارا وتكرارا من أن قوات حفظ السلام الروسية لم تفعل شيئا للمساعدة في رفع الحصار الأذربيجاني على الطريق الذي أدى إلى نقص حاد في الغذاء في ناجورنو كاراباخ، وأدى الوضع إلى تزايد التباعد بين موسكو ويريفان.
كانت روسيا الشريك الاقتصادي الرئيسي وحليفًا لأرمينيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وتستضيف أرمينيا غير الساحلية قاعدة عسكرية روسية وهي جزء من التحالف الأمني الذي تقوده موسكو للدول السوفيتية السابقة، منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
لكن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أصبح ينتقد موسكو بشكل متزايد، مؤكدا على فشلها في المساعدة في رفع الحصار الأذربيجاني عن ناجورنو كاراباخ.
وما أثار استياء موسكو، دعوة أرمينيا إلى إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة تبدأ يوم الاثنين، وقدمت مساعدات إنسانية لأوكرانيا وسط الحرب وتحركت للتصديق على معاهدة إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، التي اتهمت هذا العام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب جرائم حرب مرتبطة بها. لترحيل الأطفال من أوكرانيا.
واستدعت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، سفير أرمينيا لتقديم احتجاج رسمي على ما وصفته بالتحركات “غير الودية”.