استعرض الإعلامي أحمد دياب، ببرنامج «صباح البلد» على قناة “صدى البلد”، مقال «لحظة صدق» للكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة “الأخبار” ورئيس شبكة قنوات ومواقع «صدى البلد»، تحت عنوان «التبرعات الخيرية في رمضان .. لمن ؟!».
وإلى نص المقال:
سيل من الإعلانات تدعوك للتبرع طوال شهر رمضان بكل وسائل الإعلان مسموعة ومقروءة ومرئية تدعوك للتبرع، فنحن نعيش في أجواء دينية وشهر تكافل ورحمة وتعاطف، ولكن لفت نظرى أن هناك في المجتمع جهات وأماكن تعمل وتعاني وتئن فى صمت تحتاج إلى التبرع الحقيقي، لكن قلة إمكاناتها تمنعها من الإعلان عن حاجتها، من هذه الأماكن التي يلمس المجتمع كله عطاءها وإخلاصها وصدق نواياها مستشفى أبو الريش، ومعهد القلب ومعهد ناصر الاجتماعي، وهى بالفعل جهات تعانى وتعمل بإخلاص فى نفس الوقت ولكن ليس لديها القدرة على الإعلان!
وأعتقد أن مستشفى الأمراض العصبية من أكثر المستشفيات التي تحتاج نظرة وتحتاج جهود جمعيات أهلية لأنهم لا يستطيعون ان يعبروا عما يحتاجون، وكثيرا ما شاهدنا حالات إنسانية صعبة تحتاج إلى أن تزورها المؤسسات والجمعيات وتتصور لتحصل على المساعدة.
ولا يخفى على أحد أن كل من يريد التبرع يتمنى أن يصل تبرعه إلى من يحتاج، أعرف أن الجهاز المركزى يراقب ميزانيات هذه المؤسسات، وأوجه الصرف، هذه المؤسسات تقوم بعملها وتحاول الوصول إلى الأكثر استحقاقا، لكن نحتاج إلى جهة أو قناة واحدة على غرار التحالف الوطنى للعمل الخيري، الذى جمع كل الجمعيات والمؤسسات التي تعمل في العمل الإنساني تحت عباءته، ونجح خلال فترة وجيزة في توجيه التبرعات إلى جهات كانت تتعرض لظلم شديد بسبب قلة التبرعات، أو عدم معرفة الناس بأماكنها وكيفية الوصول إليها، ولا يخفى علينا الدور العظيم الذى يقوم به التحالف تجاه القري الأكثر فقرا والمبادرات الاجتماعية فى أعماق الصعيد والريف المصري.
واقترح أن تتولى جهة موثوقة على غرار التحالف الوطنى للعمل الأهلى تجميع هذه التبرعات وتصميم قاعدة بيانات بحصر الجهات المحتاجة سواء كان زراعة النخيل أو حفر الآبار أو توصيل المياه الى القرى والنجوع أو رعاية دور الرعاية والأيتام والأحداث، وفى رأيي لو أنشئت مثل هذه الجهة ستتمكن من كسب ثقة الجميع بتوصيل التبرعات إلى مستحقيها بالفعل سواء في شكل وحدات رعاية ودور المسنين أو ووحدات غسيل كلوى أو أدوية وقوائم ديون فى الصيدليات لأصحاب الأمراض المزمنة أو أسر أولى بالرعاية والعناية، ويتحقق التجسيد الحقيقي لمعنى التكافل ويطمئن فاعلو الخير لوصول صدقاتهم إلى مكانها الصحيح.
أتمنى أن تدرس الحكومة عمل جهة مثل التحالف الوطني تكون مسئولة عن مراقبة وترشيد التبرعات لتذهب لمستحقيها.