صدر حديثًا، كتاب «دليل مقياس التطرف الفكرى عند المراهقين» للدكتور محمد عبد الحليم.
إن الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود بعض الأفراد من ذوي الفكر المتطرف، فهؤلاء لا يخلو منهم أي مجتمع أو دين، وإنما يكمن فى انتشار هذا الفكر المنحرف، واتساع دائرته، وأن يتحول بعض معتنقيه إلى القيام بممارسات سلوكية عنيفة أو إرهابية.
ومن الملاحظ أن غالبية المقاييس العربية والأجنبية التي تعرضت لقياس متغير التطرف كانت تتناول قضايا متشعبة وبعيدة عن الصورة المحايدة للتطرف الفكري، حيث تناولت بعضها قياس الاتجاه نحو التطرف وبعضها الآخر للتعصب أو العدوان أو الفكر الإرهابي، فضلًا عن تشبع الكثير من بنود المقاييس بمجالات أخرى لا تحدد بموضوعية التطرف الفكري بصورة نقية؛ ولذلك كانت الحاجة ملحة لتصميم مقياس يقيس متغير التطرف الفكري بصورة محايدة وبعيدًا عن استقطابه في أي من مجالات ممارسته سواءً دينيًا أم سياسيًا أم اجتماعيًا؛ ذلك لأن التطرف الفكري هو الأصل والجذر التي تتشعب منه باقي المجالات الحياتية، وكذلك كانت الحاجة ملحة لهذا المقياس عند المراهقين تحديدًا لما تمثله هذه المرحلة من حساسية شديدة ذات صلة بموضوع التطرف.