استمر تدفق المياه أعلى الممر الأوسط لـ سد النهضة لأكثر من 3 أشهر من انتهاء التخزين الرابع فى 9 سبتمبر الماضي، وأكثر من شهر ونصف الشهر من فتح بوابتي التصريف فى 31 أكتوبر، 8 نوفمبر الماضي، يرجع ذلك إلى زيادة مسطح البحيرة إلى أكثر من 1000 كم2.
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك تحت عنوان “جفاف الممر الأوسط مع نهاية الاجتماع الرابع”، جاء فيه: “توقفت المياه من أعلى الممر الأوسط لـ سد النهضة 15 ديسمبر الجاري، واليوم الاثنين 18 ديسمبر، تظهر الأقمار الصناعية جفاف الممر الأوسط، ومن المتوقع تركه عدة أسابيع للتجفيف التام ثم بدء وضع الخرسانة للوصول به إلى منسوب 640 من فوق سطح البحر، عندئذ تنتهى أعمال سد النهضة الخرسانية.
تركيب توربينات سد النهضة وتشغيلها
وأضاف الدكتور عباس شراقي أنه يظل العمل فى تركيب توربينات سد النهضة وتشغيلها، الذي قد يستغرق عامين أو أكثر خاصة مع التعثر الاقتصادي في إثيوبيا بعد إنفاق أكثر من 8 مليارات دولار على سد النهضة الذي وجهت له الحكومة الإثيوبية معظم أموال الدولة، وقد كان مخضصصا لـ سد النهضة 4.7 مليار دولار عام 2011، لكن نظرا لارتفاع الأسعار، والأعمال الفنية التى تستجد أثناء البناء والتأخير عن الموعد المحدد سابقا فى 2017 للانتهاء من كامل سد النهضة.
تختتم اليوم، 18 ديسمبر 2023 فى أديس أبابا، أعمال الاجتماع الرابع والأخير من مفاوضات سد النهضة طبقا للبرنامج المتفق عليه للوصول إلى اتفاق خلال أربعة أشهر من 13 يوليو الماضي، ولا توجد أى أخبار عن سير المفاوضات خلال الثلاثة أيام الماضية.
وكانت جولة رابعة من مفاوضات سد النهضة، انطلقت في أديس أبابا، بمشاركة وزراء مياه مصر وإثيوبيا والسودان، وسط مطالب مصرية بضرورة التعجيل بإبرام اتفاق قانوني ملزم، حول ملء سد النهضة وتشغيله.
الجولة الرابعة من الاجتماعات
وتستهدف الجولة الرابعة من الاجتماعات، استكمال المسار التفاوضي الذي توافقت الدول الثلاث على إطلاقه، بغرض الإسراع بالانتهاء من اتفاق بشأن قواعد ملء سد النهضة وتشغيله خلال 4 أشهر.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزرارة الري أن مصر تتعامل مع المفاوضات – كعهدها دائما – بالجدية وحسن النية اللازمين بغرض التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالحها الوطنية الحالية والمستقبلية، ويحقق في الوقت ذاته المصالح المشتركة للدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا).
وسبق أن اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، في يوليو الماضي، على هامش قمة دول جوار السودان في القاهرة، لإجراء مفاوضات عاجلة للانتهاء من اتفاق ملء سد النهضة وتشغيله خلال أربعة أشهر. وعلى مدار الأشهر التالية، عقدت ثلاثة اجتماعات دون نتيجة واضحة.
وسيعتمد الاجتماع الوزاري الحالي على مناقشات الدورات السابقة، وسيواصل الجهود لتحقيق تقارب حتى يوم غدٍ الثلاثاء، 19 ديسمبر، فيما أكدت أديس أبابا أنها تسترشد بإعلان المبادئ لعام 2015 بشأن مشروع سد النهضة، وستواصل الدعوة إلى التوصل إلى نتائج توافقية على أساس مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول لمياه نهر النيل.
فيما تسعى مصر إلى التوصل لاتفاق يضمن حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وسط استمرار إثيوبيا في إجراءات استكمال ملء سد النهضة.
ويتوقع عدد من الخبراء أن تبدأ إثيوبيا في التخزين الخامس لسد النهضة بعد الانتهاء من الأعمال الخرسانية لتعلية سد النهضة، التي بدأتها نهاية أكتوبر الماضي بفتح بوابة التصريف الشرقية لتصريف المياه التي تتدفق أعلى الممر الأوسط بعد توقف التوربينين منتصف سبتمبر الماضي.