نظمت الأمانة العامة الجامعة الدول العربية ، اليوم الاثنين، احتفالية ثقافية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وذلك بمقر الأمانة العامة، بالقاهرة بحضور السفيرة د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، والامناء العامين المساعدين السفير خليل إبراهيم الذوادي، والسفير حسين الهنداوي، وبمشاركة ممثلي الدول العربية والمنظمات العربية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني وأكاديميين وخبراء متخصصين في مجال اللغة العربية.
وأعربت السفير د. هيفاء أبو غزالة، في بداية كلمتها عن ترحيبها بالمشاركين في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 ديسمبر من كل سنة بموجب القرار رقم 3190 للجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 18 كانون الأول/ ديسمبر عام 1973، والذي اعتمد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، مشيرة إلى احتفال العالم قبل أسبوع بمرور 75 عاما على اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الانسان والذي جاء في وقت يطعن فيه عدوان إسرائيل على قطاع غزة على المشهد الحقوقي والمشهد العالمي، ونتساءل متى يمكننا أن نحتفل بإعلان الحق بالحياة وتحقيق الكرامة والمساواة للجميع.
وأكدت السفيرة أبو غزالة أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تهتم باللغة العربية كونها اهم قاسم مشترك للهوية العربية، فهي من أعرق وأقدم اللغات وأكثرها مفردات ومعاني وبلاغة وصور جمالية متميزة، ونحن في وقتنا هذا الذي تمر به الأمة العربية من صراعات مسلحة بأشد الحاجة إلى الاهتمام بلغتنا والتفاخر بها فهي لغة القرآن الكريم، فإن جميع الجنسيات على اختلاف لغتهم عند تلاوة القرآن كريم يتحدثون بالعربية الفصحى،
واوضحت أن منظمة اليونيسكو قررت بأن يكون موضوع اليوم العالمي للغة العربية لعام 2023: هو “العربية: لغة الشعر والفنون” وقد ألهمت اللغة العربية الإبداع في الشعر والفن عبر التاريخ وتحظى باهتمام وأولويات الحكومات والقادة والمسؤولين وصناع القرار، وذلك لمكانتها المرموقة، والأمانة العامة تضع اللغة العربية ضمن أولوياتها كلغة قومية وأعظم كنز وأعظم وعاء لحفظ تراثنا الحضاري القديم العريق، فهي لغة علم وتعليم وتنمية وفن وتعامل، مشددة على أن الأمانة العامة تكرث جهودها وتعمل على خدمة اللغة العربية ورفعتها فقد أعدت الاستراتيجية العربية للنهوض باللغة العربية تحت شعار” التمكين للغة العربية رمز هويتننا وأداة تنميتها” التي اعتمدت في مؤتمر وزراء الشؤون الثقافية في القاهرة عام 2018، وانتهت من إعداد الخطة التنفيذية للاستراتيجية لتستكمل بنيان الاستراتيجية العربية للنهوض باللغة العربية ولتضع أول خطوة في طريق محدد الخطوات بالتعاون مع الجهات المعنية بالغة العربية في الدول الأعضاء والمؤسسات والمنظمات ذات العلاقة،
واشارت إلى أنه إطار إعداد جيل عربي منتمي لهويته وتراثه، وفي ضوء المبادرة الذي تقدم بها المجلس الدولي للغة العربية الموقر اتخذ مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في سبتمبر 2022 قرار بشأن الموافقة على إطلاق مبادرة “شهر اللغة العربية” في الفترة من 21 فبراير إلى 22 مارس أذار من كل عام، شهر من العمل والتدريب وتقديم المبادرات والتكريم والمسابقات والاحتفالات باللغة العربية يبدأ في 21 فبراير بمناسبة اليوم العالمي للغة الام وينتهي في 22 مارس تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس الدولي للغة العربية، كما تنظم الأمانة العامة بصفة دورية مسابقة التحدث باللغة العربية والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية، يتم من خلالها اختيار أفضل الطلبة والطالبات في المجالات المذكورة أعلاه من الصفين الإعدادي والثانوي، ومن هذا المنبر أدعو الدول العربية أن تحرص على المشاركة في هذه المسابقة لما تمثله من أهمية وخاصة للجيل العربي الصاعد.
وأكدت السفيرة أبو غزالة، أن اللّغة بوجه عام هي من أهم آليات التفكير وهي قالب للفكر ووعاء للمعاني وإطار للتعبير ومعبراً للحضارات بالإضافة إلى كونها منظاراً مهمّا نرى من خلاله العالم ونتفاعل معه ونحدّد من خلاله هويتنا وهي أداة هامة للتواصل بالثقافات والحضارات الأخرى، مؤكدة إن تمكين اللغة العربية، يتطلب الوقوف على التحديات التي تواجه اللغة العربية واقتراح وتقديم الحلول لها، والاستفادة من التجارب الرائدة وتبادل الثقافة والمعرفة حول القضايا المعاصرة في هذا المجال وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط بأفضل الطرق الحديثة، مع الاهتمام بالأبحاث والأفكار والرؤى الجديدة حول تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها ونهضتها.
وشددت أننا في وثبتنا الحاضرة محتاجون إلى أن نزود الأجيال القادمة من هذا الإرث الحضاري العريق ليظلوا على صلة به ويحافظوا عليه، يجب ان نزرع فيهم الوعي بأن اللغة العربيّة من أقدم اللغات التي لا تزال تتميز بخصائص تراكيبها، وصرفها، ونحوها، وأدبها، وكذلك خيالها، هذه فضلاً عن تمكن اللغة العربيّة من التعبير عن جوانب العلم المختلفة،
وفي هذا الوقت التي تمر به المنطقة العربية بتحديات كبرى وخاصة قطاع غزة وما تفعله قوات الاحتلال من أبشع صور القتل والدمار والتشتيت للشعب الفلسطيني ونحن نعي تماما ضمير الاحتلال الصهيوني في محاولة طمس الهوية الفلسطينية واحلالها بمستوطناتهم وثقافاتهم، ولكن لن تنسلخ الهوية الفلسطينية عن الهوية العربية فان فلسطين هي جزء من الأمة العربية باحتوائها على التاريخ والتراث وهي مهبط للأديان السماوية، فإن الحفاظ على الإرث التاريخي للامة العربية ضروري واللغة العربية تراث عريق ينبغي الحفاظ عليه من اية محاولات لطمسه والعمل على تمكينه وانتشاره، بما في ذلك الهوية والتراث الفلسطيني.
ولفتت إلى ضرورة نستوعب من هذا درسا نعطيه للأجيال الصاعدة في ضرورة التحيز إلى لغتنا، والتفاخر عند التحدث بها فاللغة العربية هي أهم عناصر الهوية، والتفريط بها تفريط بهويتنا التاريخية والقيم الثقافية والسيادة القومية، وكلما أهتم الإنسان العربي بلغته كان ذلك اهتماماً بأصالته وهويته.