شددت جامعة الدول العربية على ضرورة تضافر الجهود واتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة تحديات تأثير تغير المناخ على الصحة، والتخفيف من حدة آثار المخاطر البيئية حفاظًا على الأمن الصحي لشعوب المنطقة والعالم، فضلاً عن توفير الدعم المطلوب من الدول الكبرى إلى الدول الأقل نمواً.
وقال أبو الغيط، خلال كلمته اليوم في الاحتفال بـ”يوم الصحة العربي” للعام الجاري، التي ألقتها نيابة عنه مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالجامعة العربية المستشارة ميساء هدمي: إن دراسات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن المخاطر البيئية مسؤولة عن نحو 23% من العبء الإجمالي للأمراض في الدول العربية، كما أن أول الأشخاص الذين تتضرر صحتهم على نحو أسوأ نتيجة للأزمة المناخية هم الأقل إسهاماً في أسبابها.
الأوبئة القادمة
وشدد على ضرورة حشد الجهود والاستعداد التام لأي أوبئة أو طوارئ صحية قادمة، وأخذ التدابير اللازمة للحد من تأثير المناخ على الصحة، لتفادي إرهاق القطاع الصحي وجميع القطاعات الخدمية الأخرى، خصوصاً أن هناك علاقة وثيقة بين تفشي الأمراض والأوبئة وتغير المناخ والاحتباس الحراري وتلوث الهواء وإدارة النفايات الصلبة والسائلة بأنواعها المختلفة.
وأشار إلى أن مجلس الجامعة على مستوى القمة أولى اهتمامًا بالغًا بهذا الأمر واعتمد الإستراتيجية العربية للصحة والبيئة في الظهران بالمملكة العربية السعودية عام 2018.
ونوه بأن الاحتفال بـ”يوم الصحة العربي” يمثل انطلاقة جديدة من أجل العمل المشترك لتبني مقاربة صحية شاملة يتعاون فيها الجميع من كافة القطاعات المعنية بالصحة، لدعم النظم الصحية استجابة لأولويات الصحة العالمية، والحد من مخاطر التغيرات المناخية من أجل مستقبل أفضل للجميع.
تأثيرات التغير المناخي
بدوره، أكد وزير الصحة والسكان المصري رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب الدكتور خالد عبدالغفار في كلمته، أن التغير المناخي ساعد في تفشي عدد من الأمراض الوبائية سواءً تلك التي عايشناها في الآونة الأخيرة مثل وباء “كوفيد 19” أو الأوبئة المستقبلية المتوقع مواجهتها والتي تمثل تهديداً مباشراً لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.
ونبّه إلى أنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030 في وفاة نحو 250 ألف شخص سنوياً بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري، فضلاً عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنوياً.
وأوضح أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية فحسب بل تمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدى الأفراد.
ودعا وزير الصحة والسكان المصري الدول الكبرى للاستمرار في تعزيز جهود الدول النامية سواء بدعم النظم الصحية أو تقديم الدعم المباشر لإزالة الآثار السلبية الناجمة عن التغير المناخي.