أكد السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، على الأولوية التي تحظى بها القضية الفلسطينية وفي جوهرها القدس المحتلة.
وأضاف خطابي خلال كلمته في الندوة الدولية حول دور الإعلام العربي في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف، أن تلك المدينة المقدسة شكلت على امتداد مراحل من التاريخ بوتقة للتسامح والوئام والتعايش والتي تحتاج، اليوم، لكل أشكال الدعم بما في ذلك واجهة العمل الإعلامي العربي المشترك لإلقاء الضوء على طابعها الروحي ووضعها القانوني والتاريخي، واستشعار الرأي العام الدولي بخصوصيتها وبطلان الإجراءات الاسرائيلية لطمس هويتها الأصيلة.
وأشار الى أن الممارسات الاسرائيلية الأحادية الجانب التي تعمد لشرعنة البؤر الاستيطانية والإخلاء القسري للبيوت ومصادرة الممتلكات والتضييق على الحريات الفردية بما فيها ضمان حرية الولوج لأماكن العبادة طبقا للشرائع والمواثيق الدولية تحث كافة الفاعلين الإعلاميين، في الإعلام العمومي أو الخاص، ببلداننا العربية لإلقاء الضوء، كل من موقعه المهني، على مستقبل القدس وأوضاع الساكنة المقدسية.
وأضاف أن انعقاد هذه الندوة في سياق التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية مناسبة لاستقراء المبادرات التضامنية ونشاطات المؤسسات الفاعلة بما فيها وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس، التي تقدم من خلال مشاريعها ومبادراتها العمرانية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والاستشفائية نموذجا للتضامن الملموس على أرض الواقع.
ولفت الى أن قضية القدس تتصدر -عملا بتوجهات مجلس الجامعة وقرارات مجلس وزراء الإعلام – أجندة العمل الاعلامي العربي، فالقدس محور أساسي في الاستراتيجية الاعلامية العربية، والقدس مكون أساسي في خطة التحرك الاعلامي العربي، والقدس اختيرت أول عاصمة للإعلام العربي في 2016، والقدس عاصمة دائمة وجزء أساسي في فعاليات العواصم العربية الأخرى.
وأوضح انه تم خلال الدورة 52 لمجلس وزراء الاعلام باقتراح من وزارة الاعلام الفلسطينية وتجاوب من الأمانة العامة والدول الأعضاء استصدار قرار لجعل 11 مايو الذي يتزامن مع اغتيال الإعلامية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة يوماً للتضامن العالمي مع الإعلام الفلسطيني لمواجهة الخطاب الدعائي الاسرائيلي القائم على التضليل وحجب الحقائق وتضييق الخناق على المحتوى الإعلامي الفلسطيني ومستخدمي شبكات التواصل.
وأكد على أن تضافر وتناسق جهود كافة الشركاء المعنيين والنخب الإعلامية يعد المدخل القويم لإضفاء النجاعة المطلوبة على الأعمال والإسهامات التي تروم نصرة القدس مدركين أن التسوية الحقيقية للقضية الفلسطينية بدءا بالقدس تقتضي اعتماد مقاربة شمولية مقدامة من المجتمع الدولي لإنهاء صراع مرير وعقود من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق على درب تثبيت دولته الوطنية المستقلة ومقوماتها السيادية وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.