لم يخطر في بال صفية العمري، في بداية حياتها، أنها ستكون إحدى أشهر نجمات الوسط الفني، ففي بدايتها وقبل التحاقهم بمجال التمثيل وعملت بالصحافة، لكنها لم تستمر لأكثر من أسبوعين فقط، يومها شعرت صفية العمري بأعراض أول حادث سعيد في حياتها، ونصحها الأطباء بأن تلازم الفراش حتى لا يتأثر المولود.
صفية العمري تترك عملها بسبب حملها
وبعد أن استقبلت الخبر السعيد قرأت في إحدى الصحف، أن التليفزيون بحاجة إلى مذيعين ومذيعات ومقدمات برامج، فتقدمت بالفعل للامتحان، ونجحت وبدأت التدريب، وكان المخرج أحمد الحريري يستعد لإخراج مسلسل يحمل عنوان” حسن الذوق”، ورآها في معهد تدريب مذيعات التليفزيون، فعرض عليها أن تقوم ببطولة مسلسله، ووافقت على الفور، لأنها وصلت إلى تحقيق أمنيتها، وكتبت على الفور اعتذارًا لمدير معهد التدريب عن انسحابها من المعهد.
أول بطولة في حياة صفية العمري
وقامت صفية بدور البطولة في المسلسل، ورآها مخرج آخر هو محمد فاضل، فأسند إليها دورًا بارزًا في مسلسل “القاهرة والناس”، ونجحت صفية العمري مرة ثانية، ومضت بعد ذلك في طريقها، وراحت تواجه سيلًا من المصاعب، وراحت الإشاعات تتناثر من حولها، ولكنها تجاهلت كل شيء يمكن أن يعيق طريقها وراحت تمضي وهي ترسم على شفتيها ابتسامة انتصار.
قبل أن تنال الفنانة صفية العمري حظًا كبيرًا من الشهرة حتى إن الكثيرات من الفنانات القدامى كن يتنازلن عن شروطهنّ من أجل تجسيد دور يعلمن أنه سيذهب إلى صفية، وأنها ستقوم ببطولته.
صفية العمري كانت تعرف حجم موهبتها كفنانة شقت طريقها للسينما والمجد في ظل وجود عمالقة في عالم التمثيل واستطاعت أن تشق لها طريقًا بمثل حجمها بين نجوم الفن، واستطاعت أن تصل لقلوب الجماهير.
وذكرت صفية العمري في تصريحات نادرة لها مجلة الموعد، أنها كانت تعلم تمامًا أن الحظ يساندها وأنه لن يتخلى عنها في الأوقات الصعبة أيضًا.
ولدت وتربت في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية ثم انتقلت الي القاهرة لظروف عملها، وسفيرة سابقة للأمم المتحدة للنوايا الحسنة. تخرجت من كلية التجارة ودرست اللغة الروسية وعملت كمترجمة في المؤتمرات الدولية. اكتشفها المنتج رمسيس نجيب.
وتعد الفنانة القديرة صفية العمري لها باع كبير في العمل الاجتماعي، حتى اختيرت عام 1994 كسفيرة لمنظمة “الهابيتات للمستوطنات البشرية” التابعة للأمم المتحدة، كأول فنانة مصرية تلقدت منصب بالأمم المتحدة.
وأعلنت عن غضبها الشديد عقب العدوان الإسرائيلي الذي وقع في لبنان عام 2006، وانتشر لسنوات أنها استقالت احتجاجًا على الهجوم، بينما كشفت في يناير 2015، في حوار لها ببرنامج “واحد من الناس”، عبر فضائية “الحياة”، أنها ما زالت تعمل كسفيرة للأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط، وأنها لم تستقل من عملها بالمنظمة.