سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الخميس، الضوء على عدد من القضايا التي تهم المواطن المصري.
فتحت عنوان “حوافر في مكانها الصحيح”، أعرب عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة “الأهرام” عن سعادته بتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة إلى منح المشروعات الصناعية المستهدفة حزمة من «الحوافز» الجديدة مثل الإعفاء من كل أنواع الضرائب، عدا ضريبة القيمة المضافة، حتى 5 سنوات، وإمكان مد الإعفاء لخمس سنوات إضافية بشرط تحقيق تلك المشروعات الصناعية المستهدفات المحددة لها، وكذلك إمكان استعادة 50٪ من قيمة الأرض إذا نجح المستثمر في تنفيذ المشروع في نصف المدة المحددة له، علاوة على التوسع في منح «الرخص الذهبية» للمشروعات المختلفة.
وأكد سلامة أن هذه الحزمة من الحوافز سيكون لها مردود إيجابي ضخم على الصناعة المصرية خلال الفترة المقبلة.. مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية الحالية كشفت عن أهمية وجود صناعة قوية، وعملاقة من أجل سد الاحتياجات المحلية في جميع المجالات، بدءا من الأدوية، والأغذية، أو الملابس، ومرورا بالسيارات، وأجهزة الاتصال، وانتهاء بكل أنواع الصناعات الأخرى.
وشدد على أن التصنيع المحلي ضرورة ملحة، والمطلوب أن يكون التصنيع شبه كامل، وليس مجرد «تجميع» فقط، بمعنى إذا كنا نتحدث عن صناعة السيارات فلابد أن تكون النسبة الأكبر من مكونات السيارات مصرية خالصة، والنسبة الأقل للمكون الأجنبي، بعكس ما يحدث الآن في معظم الصناعات القائمة على «التجميع فقط».
وأضاف الكاتب: أتمنى من الحكومة إعطاء الأولوية للصناعة في الفترة المقبلة، وأن تقوم بتنفيذ توجيهات الرئيس على أفضل وجه ممكن، والتفرقة بين التصنيع» و«التجميع»، وأن تكون الأولوية المطلقة «للتصنيع»، ثم يأتي «التجميع» بعد ذلك.
واختتم عبدالمحسن سلامه مقاله مؤكدا أن توطين الصناعات خطوة ضرورية لتقليل فاتورة الاستيراد «المرعبة» من خلال ترشيدها في الفترة المقبلة، وإنهاء صداع الدولار، وكل العملات الصعبة بلا استثناء.
وفي عموده “بدون تردد” بصحيفة “الأخبار” قال الكاتب محمد بركات، تحت عنوان “لا مجال للمقارنة”: أحسبُ أننا لا نتعدى الواقع في شيء إذا ما قلنا بأنه لا مجال للمقارنة بين ما هو قائم الآن على الأرض المصرية، بطول وعرض الخريطة الچيوجرافية للبلاد من أسوان جنوباً إلى الإسكندرية شمالاً، ومن سيناء شرقاً إلى السلوم غرباً، وبين ما كان قائماً على هذه الأرض منذ تسع سنوات.
وأضاف بركات أن ما نشاهده ونلمسه على أرض الواقع يؤكد ذلك ويرسخه، في ضوء الحجم الكبير من الإنجاز الضخم للمشروعات القومية العملاقة، التي جرت ويجرى تنفيذها بطول وعرض البلاد .. مشيرا إلى أن هذه المشروعات الضخمة أصبحت منتشرة في الصعيد، الذي كان منسياً ومُهمشاً طوال سنوات وسنوات، ولم يعد كذلك حالياً، بل أصبح في قلب وجوهر خطط التنمية الشاملة للدولة المصرية، والتي تشمل نشر التنمية والتحديث والتطور في كل مكان على أرض مصر، بامتداد الدلتا والصعيد وسيناء والبحر الأحمر والصحراء الغربية والساحل الشمالي.
وأكد الكاتب صعوبة المقارنة بين ما كان قائماً قبل تسع سنوات من عجز في الطاقة الكهربائية خلال أعوام 2011 و 2012 و 2013 وحتى 2014، وما أصبح متوافراً الآن من فائض في الطاقة الكهربائية يكفي الاستهلاك المصري ويزيد للتصدير إلى الدول المجاورة.
واختتم محمد بركات مقاله قائلا إن “ما نقوله عن الكهرباء نقوله أيضاً عن الغاز والبترول والمحروقات بصفة عامة، وعن القضاء على العشوائيات وبناء مئات الآلاف من المساكن وإقامة عشرات المدن الجديدة، وشبكات المياه والصرف الصحي،…، وغيرها وغيرها، بحيث يتأكد القول بصدق إنه لا مجال للمقارنة”.
“النسيج الوطني”
وفي عموده “إنها مصر” بصحيفة “الأخبار”، أكد الكاتب كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تحت عنوان “النسيج الوطني”، أن الشعب والإقليم والسيادة، هي ثلاثة مكونات لأي دولة مستقرة في العالم.. مشيرا إلى أن مصر استطاعت أن تحافظ عليها رغم الظروف الصعبة التي مرت بها في سنوات سابقة.
وأوضح جبر أن قوام الشعب المصري هو الحفاظ على النسيج الوطني، وأهم عناصره العلاقة المتينة بين المسلمين والأقباط، وأنه كلما كانت هذه العلاقة مستمرة وقوية، ازدادت حصانة المجتمع وقدرته على مقاومة الفتن.
ونوه بأن الدولة المصرية رسخت مبادئ مهمة: المواطنة التي تضم الجميع تحت رايتها بعيداً عن الفتن، والمساواة في الحقوق والواجبات دون النظر إلى الديانة، وإقرار مبدأ العدالة القانونية لحسم المشاكل التي قد تنشأ دون النظر إلى ديانة مرتكبيها.
واختتم كرم جبر مقاله قائلا إن “قوة الدولة في حكمتها وقدرتها على الحفاظ على نسيج المجتمع، والتدخل بحسم لعلاج المشاكل أولاً بأول، وإشعار الجميع بعدالتها ووقوفها على قدم المساواة مع مواطنيها”.