نشر السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية ومدير ادارة الدبلوماسية مقالا باللغة الإنجليزية بقلم علي مدونة وزارة الخارجية تحت عنوان “ في الذكرى العاشرة لقيامها: فك شفرة رواية مثيرة للجدل حول ثورة الـ 30 من يونيو في مصر ”، ردا على مقال تحريضى ضد مصر بالنسخة الإلكترونية لمجلة فورين بوليسى الأمريكية بتاريخ ٢ يوليو.
المجلة الأمريكية رفضت نشر الرد المصرى رغم محاولات عديدة بدعاوى وحجج واهية، وفقا لما نوقهت اليه وزارة الخارجية على صفحتها الرسمية.
واشتمل مقال السفير أبو زيد على عناصر، قال “بينما نحتفل نحن المصريون هذا العام بالذكرى العاشرة لثورة الـ 30 من يونيو، فإننا نشيد بلحظة تاريخية في تاريخنا الحديث. كانت لحظة ملحمية، برهنت على إرادة شعبية هائلة.
-كان العقد الذي أعقب الثورة شاهداً على العديد من إنجازات “جمهوريتنا الجديدة”. في هذا العهد، تم وضع خطة شاملة لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري، وتم تنفيذ برامج اجتماعية غير مسبوقة للوفاء بالوعد بحياة أفضل وكريمة لجميع المصريين.
لقد أثبتت الأحداث التي تلت ثورة 30 يونيو حقيقة جميع الأسباب الكامنة التي شكلت دوافعها. وعلى الرغم من وقوع مصر ضحية آفة الإرهاب الذي تسبب فيه الإخوان المسلمون، والأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن الوباء، والحرب الروسية / الأوكرانية التي أعقبت ذلك، فقد استمرت مصر في المضي قدمًا بخطى حثيثة على مسار التغيير والتنمية.
– في الوقت الذي كان العالم فيه يشيد بأداء الدولة المصرية في كافة المناحي قبل أشهر قليلة ماضية، إلا أنه عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية انتهزت بعض الأقلام تلك الأزمة لمهاجمة الدولة المصرية للتشكيك في مسار الدولة وتجربتها الرائدة في التحول الاقتصادي والاجتماعي خلال السنوات الماضية.
-بالتوازي مع هذه التحديات، وبينما نحتفل بالذكرى العاشرة لإنجازاتنا، نلاحظ بأسف شديد بعض الأصوات التي استغلت الأزمات العالمية الحالية – والتي ليست مصر بمنأى عنها – للتشكيك في الإرادة الشعبية للمصريين وولائهم للنظام الذي اختاروه بإرادتهم.
-والمثال على هذه الانتقادات المتزايدة يوجد في مقال “فورين بوليسي” المنشور بتاريخ 2 يوليو والمعنون “دروس مستفادة للربيع العربي القادم”، والذي يقدم قراءة مشوهة للأحداث التاريخية، التي شكلت مستقبل البلاد، مدعيًا أن “أوباما أعطى الجيش المصري الضوء الأخضر للإطاحة بـ “أول رئيس منتخب ديمقراطيًا” في البلاد”، مطالباً الإدارة الأمريكية بعدم تكرار هذا ” الخطأ” إذا تكررت أحداث الربيع العربى مرة أخرى.
-من وجهة نظرنا، نعتقد أن الولايات المتحدة اتخذت القرار الصحيح بالاعتراف بأحداث 30 يونيو على أنها انتفاضة شعبية.
-قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، توصل المصريون إلى استنتاج مفاده أن نظام الإخوان المسلمين قد فشل في الوفاء بوعده. أساءت تلك الحكومة استخدام السلطة التي خولها لها الشعب المصري لتكون طرفاً في انتهاكات دستورية جسيمة حولت مصر إلى مجتمع مستقطب ومنقسم.
-ومن جانبنا، نعتقد أنه من خلال دعم إرادة الشعب المصري، فإن الولايات المتحدة قد وقفت علي الجانب الصحيح من كتابة التاريخ…. أولاً وقبل كل شيء، لأنه التاريخ الذي كتبه المصريون أنفسهم لاستعادة ديمقراطيتهم، وهو مبدأ مكرس في الدستور الأمريكي.
-الشراكة بين مصر والولايات المتحدة هي شراكة طويلة الأمد. نحن نعتبر الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا وحليفًا موثوقًا به.
– إن النظام السياسي الذي يتم انتقاده هو نظام منتخب ديمقراطيًا تم اختياره بإرادة الشعب المصري، أعاد الأمور إلى نصابها بعد عدة سنوات من الاضطرابات السياسية والصعوبات الاقتصادية وعدم اليقين، وشرع في إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة النطاق وقدم الحماية الاجتماعية لملايين المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر.
-إن “الدرس المستفاد” هو إن اللحظات التاريخية الرئيسية تتطلب قرارات حكيمة. وبالعودة إلى الوراء، يمكننا القول أن قرار الولايات المتحدة بدعم ثورة 30 يونيو لم يرجع فقط إلى الطبيعة الاستراتيجية للتعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، ولكن الولايات المتحدة دعمت أيضاً إرادة الشعب المصري والمسار الديمقراطي والتنموي الواعد الذي شرعنا في تنفيذه منذ ذلك الحين.