كشف الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة ، لماذا تهتم الجامعة بـ إقامة ندوات تثقيفية لطلابها لتحدثهم عن الدين وتجديد الخطاب الديني.
وقال الدكتور محمد عثمان الخشت خلال تصريح لـ صدى البلد ، أرى أن تجديد الخطاب الديني يُعد ضرورة من ضرورات الحياة، ويعتمد على مجموعة من الآليات والمهام العاجلة، والتي نسعى منذ أغسطس 2017 إلى العمل عليها بخطوات متسارعة ومدروسة بدقة، ومن بينها العمل على تفكيك الخطاب الديني التقليدي والعقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب، واستكمال دور الآباء المؤسسين في تجديد الفكر الديني، ونشر قيم العقلانية النقدية، ومساندة الدولة الوطنية في جميع عمليات التجديد على المستوى الفكري والديني والتنموي من أجل نهضة شاملة ومستدامة، والسير قُدمًا نحو تأسيس خطاب ديني جديد يقوم على ترسيخ الثوابت وتجديد المتغيرات، وإنشاء علوم دين جديدة من خلال علم تفسير جديد وعلم فقه جديد وعلوم حديث جديد.
وأضاف الخشت ، يقوم تأسيس خطاب ديني جديد على نقطتين تعمل الجامعة عليهما سواء في إطار الجامعة أو خارج أسوارها، وهما تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المنغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الإنساني الديني المتصلب والمتسلح بأقنعة دينية، حتى يُمكن كشفه أمام نفسه وأمام العالم. ولا يستهدف هذا المنهج التفكيكى الدين نفسه، وإنما ينصب على البنية العقلية المغلقة للفكر الديني، بالإضافة إلى تغيير طرائق التفكير لدى المسلمين، وتغيير رؤية العالم لديهم، وتأسيس مرجعيات جديدة، وهو ما يستلزم صناعة عقول جديدة منفتحة ومستنيرة وتكون مهيأة للعودة إلى المنابع الصافية للإسلام (القرآن وما صح من السنة) وتكون قادرة على تغيير المرجعيات التقليدية، وتأسيس فقه ديني جديد، وتفاسير جديدة، وعلم حديث جديد، واستبعاد كافة المرجعيات التراثية الوهمية التي اكتسبت بمرور الوقت طابع القداسة، رغم أنها من صُنع بشر مثلنا.
كما نعمل على إحداث التخارج والتعلم من دوائر معرفية أخرى، والتفاعل بين العلوم الشرعية والإنسانية والاجتماعية، واستعادة عصور الابداع الفكري، وهو ما سعت الجامعة إلى تحقيقه من خلال عقد العديد من الدورات التدريبة للأمة والواعظات في العديد من المجالات الحياتية، من بينها اللغة العربية وآدابها، والارشاد النفسي، وعلم الاجتماع، ومهارات الإعلام وفنون الاتصال، بهدف أن يمتلك رجال الدين عقلية “جامعة”، وتتسع مداركهم لعلوم أخرى، منها القانونية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
بالإضافة لجهودنا في تطوير اللغة وهو ما يُمثل أحد أهم أركان الدخول في عصر جديد، لأن اللغة لها دور في نمو المفاهيم والتصورات ومن ثم السلوك، وهنا أطلقت الجامعة مبادرة تطوير اللغة العربية.
ونعمل في الجامعة على تطوير العقل المصري باعتباره العنصر والمرتكز الأساسي لتطوير أي خطاب داخل المجتمع، وهو ما يستلزم تغيير طرق التفكير، وفي إطار تحقيق ذلك بدأنا في تدريس مقرر التفكير النقدي، الذي يساهم في النهوض بالمستوى الفكري والعقلاني للطلاب، وبالتالي يدعم قدرتهم على فهم الدين وتقبُل تأسيس الخطاب الديني الجديد بالشكل الصحيح.