سائق بشركة توصيل انتهى من أوردر لأحد العملاء، وأثناء عودته على الطريق أسفل كوبري امتداد زويل المؤدى للأوسطي، شاهد على الأرض كتلة سوداء بعرض الطريق، فهبط من سيارته ليستطلع الأمر ليفاجأ بسيدة غارقة في دمائها ورقبتها تكاد تكون مفصولة عن جسدها ووجود شق بالبطن.
عاد السائق مسرعا إلى سيارته ليغير وجهته إلى قسم شرطة حدائق أكتوبر مبلغا بما شاهده، فاصطحبه الضباط للمكان الذي عثر به على جثة السيدة ذات العباءة السوداء، على حد وصف السائق.
الخيانة كلمة السر
النظرة الأولى من ضباط مباحث قسم شرطة حدائق أكتوبر للجثة والدماء المحيطة بها والحالة التي كانت عليها، كانت كفيلة بتصعيد الأمر وإبلاغ اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة للمباحث، لخطورة البلاغ، فوجه بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل لغز الجريمة، وتحديد هوية المجني عليها والجاني والدافع وراء ارتكاب الجريمة.
اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، انتقل على رأس قوة أمنية لفحص مسرح الجريمة عله يعثر على خيط يقود للجاني، 24 ساعة كانت كفيلة بحل المباحث الجنائية بالجيزة للغز، حيث تبين أن “الخيانة” الدافع لارتكاب زوجها العرفي الجريمة بعدما شك في سلوكها وعلم بتعدد علاقاتها.
جثة في حالة بشعة
تلقى اللواء هشام أبوالنصر، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطارا من قسم حدائق أكتوبر يفيد بإبلاغ «سائق أوبر» إلى رجال المباحث أنه أثناء عودته من توصيل أحد الركاب بأكتوبر، وعند أسفل كوبرى امتداد زويل المؤدى للأوسطى تلاحظ له وجود جثة مجهولة في العقد الثالث من العمر لسيدة بكامل ملابسها ترتدى عباءة سوداء منحورة الرقبة وطعنات في مناطق متفرقة من الجسم.
فريق البحث برئاسة العميد محمد أمين، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، كشف أن الجثة لسيدة مجهولة الهوية في أوائل الأربعينات من العمر، مسجاة على ظهرها بكامل ملابسها أسفل كوبري امتداد طريق زويل، وتبين أن بجسدها آثار عنف شديد، حيث كانت مصابة بجرح ذبحي غائر بالرقبة فصل الرأس عن الجسد وآخر قطعي مستعرض بالبطن مع خروج الأمعاء والأحشاء وعدة جروح أخرى قطعية غائرة بالساعدين.
وتوصلت التحريات إلى تحديد هوية الضحية «ربة منزل»، 42 سنة، كما تم تحديد هوية مرتكب الواقعة «فنى لحام»، 41 سنة، وتم ضبطه وبمواجهته اعترف الجريمة بدافع الانتقام من المجني عليها.
45 يوم جواز
وقال المتهم خلال استجوابه إنه تعرف عليها من 45 يوما، وتزوج منها عرفيًا يوم 20 سبتمبر الماضي، إلا أنه اكتشف تعدد علاقاتها، الأمر الذي أثار حفيظته، فقام باصطحابها إلى مكان الجريمة بحجة تحصله على بعض الأوراق الخاصة بعمله من أحد أصدقائه، ونظرًا لسابقة عمله بتلك المنطقة وعلمه بندرة المقيمين فيها والمترددين عليها، قام بالتعدي عليها بالضرب بأسلحة بيضاء أعدهما سلفًا، وقام بإخفائهما بداخل حقيبة كتف حتى فارقت الحياة.
كما تم ضبط الملابس التي كان يرتديها المتهم أثناء ارتكاب الجريمة، وتولت النيابة التحقيق.