على خطى الزعماء السوفيت الأوائل، فمن بين وفاة أكبر معارض داخل سجون روسيا، ووفاة طيار معارض في منفاه الاختياري، لا يتوقف مسلسل مقتل الكثير من معارضي نظام الدب الروسي، والزعيم فلادمير بوتين، وهو الأمر الذي أصبح محل نقاش واسع داخل العديد من صحف العالم، وكان آخرهم تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، والذي رصدت فيه تلك الظروف الغامضة حول مقتل واختفاء عدد معرضي النظام الروسي.
وبحسب الصحيفة الألمانية، فقد توفي العديد من منتقدي الكرملين المعروفين في ظروف غامضة، وغالبًا ما تظل الخلفية غامضة وغير مفسرة، حيث تتواصل سلسلة الوفيات الغامضة بين منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن بين الحوادث الأخيرة، طيار مروحية روسي سابق انشق إلى أوكرانيا العام الماضي وعُثر عليه مقتولاً بالرصاص في قرية بإسبانيا في 13 فبراير منذ اندلاع الحرب، تزايدت مثل هذه الحالات.
الوفيات المعروفة
وفي ظروف غامضة بحق، عثر على مكسيم كوزمنوف، طيار المروحية البالغ من العمر 28 عاماً والذي عارض الحرب الروسية في أوكرانيا، ميتاً مصاباً بعدة طلقات نارية في قرية فيلاجويوسا الإسبانية في 13 فبراير، وذكرت مجلة فوربس أنه لم يتم التعرف على هويته إلا بعد أيام لأنه كان يعيش تحت اسم مستعار، وفي 16 فبراير، تم العثور على المعارض المعروف أليكسي نافالني ميتا، وقد انهار الرجل البالغ من العمر 47 عاما في باحة معسكر الاعتقال الذي نُقل إليه.
وفي العام الماضي، توفي رئيس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوزين، في حادث تحطم طائرة، وكان معروفًا بأنه أحد المقربين السابقين لبوتين، وقد سبق له أن حاول الانقلاب، وقد قتل بعد محاولة السيطرة على موسكو، وسرعان مع تراجع، ولكن لم يشفع له عند بوتين، وتخلص منه بعد الواقعة بأشهر قليلة.
العديد من الضحايا الأقل شهرة
وتشمل الحالات الأخرى الوفيات الغامضة للسياسيين ورجال الأعمال، الذين كان الكثير منهم معروفين بانتقادهم لبوتين، ومن الأمثلة على ذلك رئيس شركة لوك أويل فلاديمير نيكراسوف البالغ من العمر 66 عامًا، وكما ذكرت مجلة فوربس، فقد توفي نيكراسوف بسبب قصور في القلب بعد أشهر قليلة من اتخاذ شركته لوك أويل موقفاً واضحاً بشأن الصراع في أوكرانيا .
توفي السياسي ورجل الأعمال بافيل أنتوف، وهو أيضًا من منتقدي الحرب في أوكرانيا، في ظروف غير واضحة بعد سقوطه من نافذة فندق في الهند، وقد توفي شريكه التجاري قبل يومين فقط في نفس الفندق، كما توفي رئيس شركة لوك أويل رافيل ماجانوف والمستثمر الأمريكي من لاتفيا دان رابوبورت، وكلاهما من منتقدي بوتين، بعد سقوطهما من المباني.
مقتل العشرات من الصحفيين
ووفقا للصحيفة الألمانية، فمنذ انتخاب بوتن رئيساً لروسيا للمرة الأولى في العام 2000، لقي العديد من منتقديه ومنافسيه السياسيين حتفهم في ظروف عنيفة سواء في الداخل أو الخارج، كما مارست روسيا ضغوطا شديدة على الصحفيين الذين يغطون الصراع في أوكرانيا، ووفقا للجنة حماية الصحفيين، قُتل ما مجموعه 37 مراسلا كانوا يغطون الحرب في أوكرانيا.
والملفت للنظر أن جميع تلك الجرائم أنه من الصعب التعرف على أي متهم، ودائما ما يكون المتهم بريئا، وتصبح القضية ضد مجهول جنائيا، رغم أنه معروف سياسيا، وهو الأمر الذي يزيد الغموض حول المشهد الداخلي الروسي، ومن يستطيع أن يكون بديلا لبوتين.