لأنّ الحاجة أم الاختراع كما يقولون، فسُرعان ما صارت الدراجات الهوائية إلى وسيلة مواصلات لا غنى عنها للتنقل بين الأحياء السكنية في الخرطوم بعد اندلاع حرب الجنرالين منتصف أبريل الماضي.
وفي التفاصيل، ذكر مواطنون في الخرطوم لـ”العربية.نت” أنّ السيطرة دانت للدراجات الهوائية، خاصّةً مع اشتداد أزمة الوقود بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالخرطوم، تلك الظروف الاستثنائية العصيبة أجبرت العربات العادية والعربات ثلاثية العجلات”التوك توك” والدراجات النارية على التوقُّف والانزواء.
تلك الظروف الاستثنائية اضطرت قطاعات واسعة من السودانيين لاستخدام الدراجات الهوائية للتنقل وقضاء حوائجهم الضرورية بين الأحياء السكنية بالخرطوم. كما منحت سهولة صيانة الدراجات الهوائية وعدم حاجتها للوقود ميزات إضافية لتصبح الوسيلة الأسرع والأسهل للتنقُّل.
في السياق، يقول معتصم قسم السيد لـ”العربية.نت”: إنّ الدّرّاجات الهوائية تحوّلت من وسيلة للترفيه وممارسة الرياضة إلى واحدة من وسائل المواصلات الأساسية داخل الأحياء السكنية بالخرطوم.
ويُشير إلى أنّ حركة الدّرّاجات الهوائية توسّعت بطريقةٍ لافتة بعد أن بدأ الباعة الجائلون في استخدامها لحمل بضائعها وقوامها الخضر والفاكهة لتسويقها داخل الأحياء السكنية، مؤكداً أن أولئك الباعة الجائلين أضحى لديهم زبائن كثر في الآونة الأخيرة، خاصّة مع صعوبة الذهاب إلى الأسواق لعوامل شتّى، على رأسها الاضطرابات الأمنية وانتشار عصابات السلب والنهب والسرقة بالإكراه وشُــح عربات النقل الجماعي.
ويضيف معتصم القاطن بضاحية الثورة بمدينة أم درمان إحدى المدن الثلاث المكوِّنة للعاصمة السودانية الخرطوم، أنّ حركة الدّرّاجات الهوائية ازدادت بطريقة غير مسبوقة، بعد أن أصبح الغالبية العُظمى من ساكني الخرطوم يستخدمونها للذهاب إلى أيِّ مكان.
ويُؤكِْد أنّ كثيراً من المواطنين اختاروا صيانة الدّرّاجات الهوائية لإعادة استخدامها، بعد أن نفض غبار الإهمال الذي امتدّ لعقود طويلة عنها.
وذكر أنه اشترى دراجته الهوائية بخمسة وثلاثين ألف جنيه سوداني أي ما يعادل 60 دولاراً أميركياً تقريباً قبل اندلاع الحرب، إلا أنه لا يعلم قيمتها في الوقت الحالي.
إلّا أنّ هناك قصة رائجة تعطي مؤشراً قوياً على زيادة الطلب عليها، وتشير القصة المُثيرة إلى أنّ لصوصاً مسلحين قاموا بفض أقفال متجر لبيع الدّرّاجات الهوائية في الخرطوم، لعلمهم بأنها أضحت بضاعة رائجة وسريعة التسويق.