سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم /الأحد/ الضوء على عدد من المواضيع التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
ففي مقاله (صندوق الأفكار) بصحيفة “الأهرام” وتحت عنوان /الرسائل المتوقعة من «المصريين» إلى «العالم» خلال الانتخابات/ قال الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الصحيفة، إن انتخابات الرئاسة «هذه المرة» ليست «ككل مرة» لأنها جاءت وسط ظروف دولية وإقليمية مشحونة ومتوترة بعد اشتعال الحرب الإسرائيلية «الملعونة» على غزة، والتي تحولت إلى حرب للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني مما أعاد ذكريات التهجير والنكبة من خلال محاولات إخلاء منطقة غزة تمهيدا لاستيلاء العدو الإسرائيلي عليها وزرعها بالمستوطنات، في إطار مخطط إسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات.
وأوضح الكاتب أنه وسط تلك «العواصف» و«الأنواء» تأتي الانتخابات الرئاسية التعددية الخامسة، التي تجرى في مصر منذ انطلاق الانتخابات الأولى في عام 2005، إلا أن هذه الانتخابات هي الأهم والأخطر على الإطلاق، والتي تحتاج إلى تحويل التعبئة النفسية العامة ضد الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة إلى استنفار كامل، وترجمة كل ذلك إلى حشود أمام صناديق الاقتراع للمشاركة في تلك الانتخابات التنافسية، لتكون بمثابة رسائل عديدة إلى دول العالم المختلفة، خاصة تلك الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية، إلى جوار كل دول العالم، وكذلك الشعب الفلسطيني البطل والمكافح، ولعل أبرز تلك الرسائل ما يلي:
أولا: تأكيد قدرة المصريين على تنظيم انتخابات تنافسية حقيقية يتنافس بها أربعة فرسان ينتمون إلى خلفيات سياسية وفكرية متنوعة وهم: المرشح الرئاسي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، المرشح الرئاسي الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، والمرشح الرئاسي حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وكل منهم له خلفية سياسية، ومساهمات سابقة في العمل العام مما يضفي قدرا كبيرا من الحيوية والتنوع على تلك الانتخابات، التي جاءت في أعقاب نجاح مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في إفطار الأسرة المصرية في رمضان قبل الماضي.
ثانيا: الحشد، والإقبال، يعنيان رسالة اصطفاف وطني ضد كل المخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري، والوقوف صفا واحدا مع الدولة المصرية، والجيش المصري لصد أي محاولات للمساس بالأمن القومي المصري، ورفض كل المخططات الإسرائيلية في هذا الإطار.
ثالثا: تأكيد الموقف المصري في مواجهة الراعي الأمريكي الرسمي لإسرائيل، بعد أن سقطت ورقة التوت عن مزاعم الديمقراطية الغربية، التي ساندت ودعمت قتل النساء والأطفال، في أكبر مجزرة بشرية عرفها التاريخ الإنساني الحديث بعد أن صدعت رؤوسنا بحق الإنسان في الحياة، وحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية، والمساواة، والعدل، والكرامة الإنسانية، ليسقط كل هذا في ظل وحشية وجنون الجيش الإسرائيلي الذي لايزال مستمرا في حرب إبادة كاملة للبشر، والمنازل، والبنية التحتية، والمستشفيات، والمدارس، ووسائل النقل.
رابعا: التأكيد على نضج وحيوية الضمير الجمعي المصري في مواجهة طوفان الشر والكراهية والحقد الإسرائيلي على كل ما هو فلسطيني، وتجاوز ذلك إلى كل ما هو عربي وإنساني في عودة إلى الأساليب النازية، والعنصرية، والفاشية، التي عفا عليها الزمن.
خامسا: إثبات قدرة المصريين على الفرز، والاصطفاف في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، ليكون ذلك بمثابة رسالة إلى كل دول العالم بقوة مصر، وصلابة شعبها، وقدرته على تحدي الأزمات والصعاب مهما كانت.
سادسا: طمأنة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بمساندة مصر الدائمة «شعبا وحكومة» للقضية الفلسطينية، واستمرارها في القيام بكل ما يلزم حتى يتحقق النصر، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو1967.
وأخيرا: فإن وعي الشعب المصري واصطفافه الوطني في الانتخابات الرئاسية، التي تنطلق اليوم وعلى مدى ثلاثة أيام، لا تتعلق فقط بالموقف الوطني ضد المخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري في غزة، لكنها تتعلق أيضا باختيار شعب لاستكمال مسيرة إنجازات غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، وتأكيدا لقدرة هذا الشعب على اجتياز تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية، وصولا إلى بناء اقتصاد قوي وانتعاش اقتصادي دائم ومستدام، بعيدا عن الضغوطات الخارجية والمشكلات الإقليمية.
وفي مقاله (بدون تردد) بصحيفة “الأخبار” وتحت عنوان /الانتخابات.. ومستقبل الوطن 1/ قال الكاتب الصحفي محمد بركات إن اليوم وغدا وبعد غد ليست مثل كل الأيام التي مرت علينا في الآونة الأخيرة، وأيضا لن تكون مثل الأيام التالية عليها، من حيث المعنى والجوهر والأهمية والدلالة، ومن حيث ما سينتج عنها وما سيترتب عليها من نتائج وما سيتبعها من متغيرات وتداعيات.
وأضاف أنه إذا كانت في حياة الشعوب والأمم لحظات وأيام فارقة في عمر الزمن، يتم خلالها الفصل بين ما كان من قبل وما سيكون من بعد، ويختلف الحال فيما تلاها عما سبقها، فإن اليوم والغد وبعد الغد هي من تلك الأيام الفارقة.
وأفاد بأن مصر اليوم تبدأ في اختيار رئيسها وتستكمل هذا الاختيار غدا وبعد غد، وهي في هذا الاختيار تحدد مصيرها ومسيرتها الوطنية في قادم الأيام، وتختار طريقها للمستقبل وتضع ثقتها فيمن تأتمنه لتولي شئونها وخدمة مواطنيها وقيادة أمرها وتحقيق أهدافها، والسير بها ومعها على طريق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وسيادة القانون في الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، التي نتطلع ونسعى لها.
وشدد الكاتب على أنه من أجل ذلك فإننا ندعو كل أبناء الوطن للمشاركة في هذه اللحظات الحاسمة بالنسبة للمستقبل، ندعوهم جميعا للمشاركة الإيجابية في اختيار الرئيس وإرساء حجر الأساس الصلب والقوي لمواصلة بناء مصر الجديدة وفقا لإرادة جموع الشعب منبع السلطات وأصل وصاحب الشرعية، المتطلع لبناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، في ظل التنمية الشاملة والاستقرار والأمن والأمان.
وقال “ونحن في دعوتنا تلك على ثقة كاملة في وعي الجماهير وإدراك كل المواطنين، في جميع القرى والمدن بطول وعرض مصر، بأن واجبهم الوطني يحتم عليهم المشاركة الكاملة في صناعة المستقبل لوطنهم، عن طريق الاختيار الحر والديمقراطي لرأس السلطة وقائد المسيرة، القادر بإذن الله على رعاية مصالح الشعب وتحقيق أهدافه وطموحاته، في دولة ديمقراطية مدنية حديثة آمنة قوية ومستقرة”.
وفي مقاله (من آن لآخر) بصحيفة “الجمهورية” وتحت عنوان /يوم المصريين/ قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة “نحن أمام اختبار مصيري، يحدد مصير الوطن، لكن علينا أن نعي أن اصطفافنا ووحدتنا هي صمام الأمان للحفاظ على مصر، في أتون التحديات والتهديدات من كل صوب وحدب”.
وشدد الكاتب على أن النزول وبكثافة وبإقبال غير مسبوق للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، أهم خطوة في الحفاظ على الوطن، وتحديد بوصلته واستكمال مسيرته، إنه يوم فارق في تاريخ مصر والمصريين، لكن هذا الشعب العظيم، لم ولن يخذل وطنه أبدا، بل دائما على قلب رجل واحد يصنع الفارق والمعجزات والملاحم، ويدحر كل مؤامرات قوى الشر لذلك إنه يوم المصريين.