تقدم الشاب الثلاثينى إلى سلمى ليخطبها، أحس في تصرفاتها وحركاتها أنها تريد أن يعاملها بطريقة معينة، وأن يُشعرها دائمًا أنها الأفضل وأنها مشكورة جدًا لأنها قبلت الخطوبة والزواج منه، وأحست أسرة «علي» الموظف الحكومي أنها تتعالى وتتكبر عليهم، ولكنهم تغاضوا عن هذا الأمر أملًا منهم في استكمال سعادة ابنهم..
بعد أيام قليلة من الزواج تمادت الزوجة الشابة في طلباتها وتعاليها ومنعت زوجها من زيارة أهله وطلبت منه أن يقطع علاقته بهم، بحجة أنها يريدون أن يعيشوا في جو من السلام والراحة النفسية بعيدًا عن مشكلات الأهل وطلباتهم رغم أنها منحت الحق لأسرتها بزيارتهم ولم تقطع حبل الوداد بينهم..
كان الزوج المسكين يود أهله سرًا بعيدًا عن معرفتها ودون علمها وندما يطلبون منه أن يزوره كان يتعلل لهم دائمًا بانشغالهم في تربية طفلهمإ إلى أن جاء يوم المواجهة عندما مرض طفله وقررت أم الزوج أن تذهب للاطمئنان على حفيدها، ولكنها قبل أن تذهب اتصلت تليفونيًا بزوجة ابنها لتخبرها بمجيئها..
جاء رد الزوجة بتعالي واستهزاء على حماتها وأن الولد أصبح بحالة جيدة ولا داعي لا أن تأتي، صممت الجدة أن تذهب لرؤية حفيدها، وعندما وصلت اصطدمت بزوجة الابن الذي لم يكن موجودًا بالمنزل حينها وطالبت منها رؤية حفيدها فادعت أنه ذهب إلى الحضانة مطالبة بمنها بعرجة ألا تأتي لزيارتهم مرة أخرى..
خرجت الجدة من منزل نجلها والدموع تنهمر من على خديها وكأنها جاءت لتشحت الحب أو العطف منهم، وأثناء نزولها من على السلالم كانت عودة ابنها من العمل فاستقلها متعجبًا من نزولها دون أن يصل واستشاط غضبًا عندما رأى دموعها على خديها وطالبها بالدخول إلى منزله ولكنها رفضت لتأخرها على بيتها وعدم رغبتها في أن تحدث مشكلة بينها وبين زوجته..
فتح الزوج باب الشقة مناديًا بقوة على زوجته التي أسرعت إليه مطالبها أن تحترم والدته وأسرتها ومؤنبًا لها على فعلتها الشنعاء وأنه لولا والدته ما وصل إلى ما وصل إليه من وظيفة مرموقة وما كان تقدم لخطبتها، واشتد الخلاف بينهما عندما وقفت أمامها مُحذرًا ومتوعدًا لها لأول مرة، وطالبته بالطلاق مدعية أنه يظلمها..
رفض الزوج طلب زوجته بالطلاق حفاظًا على مستقبل أولاده، ولكنها صممت وتقدمت إلى محكمة الأسرة مطالبة بخلعها لاستحالة العشرة بينهما، لأنه أخذ موقفا ضدها عندما خيرته بينها وبين والدتته ولكنه رفض لأن أمه كل حياته، وقضت المحكمة بخلعه، وهددته خلال نظر الدعوى بعدم تمكينه من رؤية طفلى كونها تعلم مدى ارتباطه الشديد به..
نفذت الزوجة تهديدها بعدما قضت المحكمة بخلعها منه ومنعته من رؤية طفله، فأقام «علي» دعوى أمام محكمة الأسرة، ضد طليقته يطلب فيها إسقاط حضانة نجله عنها طبقا للقانون، واتهمها بحرمانه من رؤية صغيره، ونتج عن ذلك سوء حالته النفسية، وأنها تتقاعس عن تنفيذ الحكم الصادر من محكمة الأسرة بتمكينه من الرؤية مرة أسبوعيا بأحد مراكز الشباب.
وقدم محامى المدعى للمحكمة شهادة من مركز الشباب الذى سبق أن أصدرت المحكمة حكما برؤية طفله فيه، تفيد بأن المدعى عليها تتقاعس عن الحضور فى المواعيد المقررة، وبعد سماع المحكمة الشهود وتقديم محام المدعى شهادة من مركز الشباب المخصص لرؤية الأب طفله، قررت تأجيل الدعوى لدور نوفمبر المقبل.