يكشف كتاب “السيرة غير المعروفة لميلان كونديرا” كثيراً من المسكوت عنه في حياة الكاتب الإشكالي الأشهر عالمياً، ويجسد سيرة ثريّة، لحياة كاتب عالمي لطالما اندهش قرائه من عوالمه الروائية المتقنة.
السيرة غير المعروفة لميلان كونديرا
كما تكمن أهميّته، في أنه ميلان كونديرا استعاد جنسيّته التشيكيّة، إضافة إلى اعتذار رسمي عن حملات الهجوم والمطاردة التي تعرّض لهما من النظام السابق في تشيكوسلوفاكيا، هو الذي جرد منها عام (1979)، وهو خارج وطنه، فعاش من لحظتها، سنوات منفاه الكثيرة، كاتبًّا ومدرّسًا للأدب، مستمتعًا بقدرٍ كبير من الحرية في التعبير، دون أن يتخلى عن حذره المستمر من أجهزة النظام، حتى وهو يرسل رسالة مرمّزه عبر بريده.
اسرار من حياة ميلان كونديرا
يراجع هذا الكتاب أرشيف تلك المرحلة الغامضة من مسيرة روائي وفيلسوف، لم يكن يسمح لعدسة كاميرا بأن تلتقطه، أو لصحفي متلصص بأن يقترب منه، وهو عبارة عن سلسة تحقيقات، مزّودة بصور، ووثائق تظهر للمرة الأولى، اجتهدت الصحفية الشهيرة (أريان شومان) في ملاحقتها، وتسجيلها عبر مراحل مختلفة، ثم منحها سبقًا حصريّا لصحيفة اللوموند الفرنسية.
أول مؤلفات ميلان كونديرا
نشر ميلان كونديرا، في العام 1953 أول دواوينه الشعرية لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي، ولم يُعرف كونديرا ككاتب هام إلا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة.
وفقد كونديرا وظيفته عام 1968 بعد الغزو السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا، بعد انخراطه فيما سُمى ربيع براغ،اد اضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنين، وعمل استاذاً مساعداً في جامعة رين ببريتانى (فرنسا)، حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد تقدمه بطلب لذلك بعد إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978 كنتيجة لكتابته كتاب الضحك والنسيان، تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا كائن لاتحتمل خفته التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاًن لما فيها من تأملات فلسفية تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشة.
في عام 1995 قرّر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته «البطء»، وفي هذا السياق قال فرنسوا ريكار في المقدمة التي كتبها عن كونديرا في «لابليياد» انّه حقق معادلة غريبة بعد كتابته بالفرنسية، إذ شعر قارئ كونديرا بأنّ الفرنسية هي لغته الأصلية التي تفوّق فيها على نفسه.
وعنه أيضاً يقول الكاتب البريطاني رينيه جيرار: «انّ المدرسة الأدبية التي ينتمي اليها كونديرا ليست إنجليزية على الإطلاق لكونها لا تولي موضوع العمل أو مضمونه الأولوية، بل الأهمية تكمن في الأسلوب الإبداعي والعمارة الأدبية في شكل عام، وعندما قرأت كونديرا في بودابست قرّرت أن أصبح روائياً تحت تأثير الدهشة والإعجاب بهذا الإبداع. قرّرت أن أكتب وإنما تبعاً لمنهج المدرسة الأوروبية وليس البريطانية».