أصدرت اليابان قرارا بإعادة كوريا الجنوبية إلى مرتبة الشريك التجاري المفضل الذي يسمح بإجراءات تجارية أسرع، حسبما نقلت رويترز، وسيدخل القرار حيز التنفيذ في 21 يوليو وينهي نزاعا اقتصاديا استمر أربع سنوات وتفاقم بسبب السياق التاريخي بين البلدين.
خلفية النزاع
بدأ الخلاف التجاري بين اليابان وكوريا الجنوبية في يوليو 2019 عندما أزالت اليابان كوريا الجنوبية من قائمة “البلدان البيضاء” التي تحظى بموافقات سريعة في التجارة مع تدهور العلاقات بسبب تعويضات عن أفعال يابانية في زمن الحرب، كما شددت اليابان على ضوابط التصدير على المواد الكيماوية الرئيسية التي تستخدمها شركات كورية جنوبية لصنع أشباه الموصلات والشاشات، مما دفع كوريا الجنوبية إلى تقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية وإزالة اليابان من قائمتها للبلدان ذات المرتبة التجارية المفضلة.
كما أثار الخلاف أحكام محكمة كورية جنوبية في عام 2018 أمرت شركات يابانية بتعويض عمال كوريين عن المعاملة المسيئة والعمل القسري خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان شبه الجزيرة الكورية تحت احتلال ياباني، وادعت اليابان أن مسألة التعويض تم تسويتها بموجب معاهدة عام 1965 التي طبعت علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين.
التطورات الأخيرة وآثارها
تحسنت العلاقات التجارية بين اليابان وكوريا الجنوبية بسرعة منذ مارس على مبادرة من حكومة رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول لحل المنازعات المتصلة بتعويضات عن عمال كوريين قسرهم في زمن الحرب، كما سافر يون إلى طوكيو لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء فوميو كشدة واتفق على إعادة بناء علاقات أمنية واقتصادية بالدول.
وبعد محادثاتهم، سحبت كوريا الجنوبية شكواها لدى منظمة التجارة العالمية، وأكدت اليابان في الوقت نفسه إزالة ضوابط تصدير المواد الكيماوية الرئيسية، كما أعادت كوريا الجنوبية منذ ذلك الحين مرتبة اليابان التجارية المفضلة.
وفي يوم الثلاثاء، أعطى مجلس الوزراء الموافقة بعد اكتمال الإجراءات لجمع رأي الجمهور بشأن رفع الإجراء، وفقا لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، وقال وزير التجارة ياسوتوشي نيشيمورا للصحفيين إن اليابان وكوريا الجنوبية اتفقت أيضا على إنشاء إطار لمراجعة ومتابعة الأنظمة حسب الحاجة.
ومن المتوقع أن يسهل الإعادة المتبادلة للتفضيل التجاري التجارة والاستثمار الثنائي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات مثل التكنولوجيا والطاقة والبيئة والصحة والثقافة، كما يُنظر إليه على أنه علامة إيجابية للاستقرار والأمن الإقليمي، حيث تعمق اليابان وكوريا الجنوبية تعاونهما ثلاثي مع الولايات المتحدة ردا على التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية والصين.