الظلمات الخمس وسراجها، من الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس، حيث جاء معنى الظلمات في القرآن ليوضح أنها غياب النّور من الأفق، أو المكان، أو الأمر، أو العمى أو الضلالة والكفر، وهي ضد النور، قال الله تعالى:«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ»، وأيضا: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ».
وفي التقرير التالي نوضح ما هي الظلمات الخمس مع ذكر كل ظلمة وسراجها؟
الظلمات الخمس وسراجها
وكشف الشيخ رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، أن الظلمات في الدنيا والآخرة 5 أنواع وهى:
1- الذنوب ظلمة، وسراجها النور الذي يزيل هذا الظلام وهى التوبة، فسيدنا النبي عليه السلام قال: “إن العبد إذا أذنب كتبت نقطة سوداء في قلبه، فإن تاب نزعت وثقل قلبه، فإن زاد زادت حتى تغلق قلبه، وذلك الوارد في كتاب الله تعالى:” كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ”.
2- القبر ظلمة وسراجه الصلاة، فالصلاة تكون معك أيها المسلم في قبرك تنوره، وتجعل الملكين يعاملوك معاملة طيبة، فالذي يحافظ على الصلاة ينور الله قبره، فحافظ عليها.
3- الميزان ظلمة، وسراجه “لا إله إلا الله”، فالذي يريد أن ينور الله ميزانه يكثر من قول لا إله إلا الله، ويعمل بها ويعيش معها ويصاحبها، وهى أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة.
4-الصراط ظلمة، وسراجه اليقين، فاليقين بالله، والثقة به، وحسن الظن بالله، تنجيك من الصراط وتنوره لك، فقد قال الله في رحلة سيدنا إبراهيم ” وليكون من الموقنين” فرحلة اليقين عظيمة” فقال تعالى”: فما ظنكم برب العالمين”، مستدلا بما قَالَه رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ: “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”.
5- والآخرة ظلمة، وسراجها العمل الصالح، حيث يشفع فيك العمل الصالح يوم القيامة ويأخذ بيدك حتى يدخلك الجنة.
أيهما يعذب الروح أم الجسد؟
هل الروح هي النفس؟ وهل الروح هي التي تعذب أم النفس؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، حيث قالت إن لفظ “الروح” و”النفس” من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنًى، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة بحسب ما يحدده السباق والسياق واللحاق، وإن حلَّت إحداهما محلَّ الأخرى في كثير من النصوص الشرعية، لكن على سبيل المجاز وليس الحقيقة.
وبينت أن الروح المسؤول عنها هي ما سأل عنها اليهودُ فأجابهم الله تعالى في القرآن بقوله: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]؛ فهذه الروح التي يحيا بها الإنسان هي سِرٌّ أودعه الله في المخلوقات واستأثر في علمه بكنهها وحقيقتها، وهي التي نفخها في آدم عليه السلام وفي ذريته من بعده.
أما مسألة العذاب فقد ورد في السنة ما يدلُّ على أن العذاب للنفس يكون يوم القيامة، وأن عذاب الروح وحدها يكون بعد مفارقتها للجسد بالموت، وأن الروح بعد السؤال في القبر تكون في عليين أو في سجِّين، وهذا لا ينافي عذاب القبر للروح والجسد لمن استحقه، كما جاء ذكره في الأحاديث الشريفة.
وشددت: في هذا المقام يلزم التنبيه إلى أنه لا ينبغي الاشتغال بما استأثر الله بعلمه حتى لا يكون ذلك سببًا في الزيغ والضلال بعد الهداية والاعتدال؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: 36].