تظاهر آلاف الأشخاص مجددًا السبت في بريطانيا وفرنسا وألمانيا دعمًا للفلسطينيين وللمطالبة بوقف العدوان في قطاع غزة.
شوارع أوروبا تدعم فلسطين
نظم مؤيدو المظاهرات الداعمة للفلسطينيين في بريطانيا، السبت، “يوم احتجاج وطني”، رفضا لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء “وفا” الفلسطينية.
وأفادت “بي بي سي”، بأن ما يزيد عن 100 مسيرة خرجت في مواقع مختلفة في كافة أنحاء المملكة المتحدة، وشهدت العاصمة البريطانية لندن وحدها 10 تجمعات ومسيرات، طالبت بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
ومن المتوقع أيضا أن يشارك ما يزيد عن 100 ألف شخص في مظاهرة ستنظم في مدينة جلاسكو الاسكتلندية.
ونظمت تظاهرات في فرنسا بمبادرة من “التجمع الوطني من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وفي باريس، انطلق موكب يضم آلاف المتظاهرين تحت المطر وراء لافتة كتب عليها “أوقفوا المجزرة في غزة والضفة الغربية، وقف إطلاق نار فوري” حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.
من جانبه، صرح برتران هيلبرون رئيس جمعية التضامن الفرنسية مع فلسطين، للصحافة “إن المرحلة خطيرة بالنسبة لأصدقائنا الفلسطينيين”، متحدثًا عن “معاناة لا توصف للشعب الفلسطيني” ومطالبًا “بوقف القصف” و”الهجمات البرية” و”رفع الحصار” عن غزة.
كما انتقد الناشط “الموقف غير الواضح” للحكومة الفرنسية من القضية الفلسطينية، “وهو عار على بلادنا”.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة الألمانية برلين اليوم السبت مظاهرة داعمة لفلسطين، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بـ”صمت المجتمع الدولي”، وتستنكر “قصف المستشفيات والإجبار على إخلائها”، مطالبين بوقف إطلاق النار فورًا في غزة.
كما أطلقوا هتافات تدين “التمويل الأميركي والألماني للقصف الإسرائيلي”، ولاحقًا، توجه المتظاهرون سيرًا على الأقدام إلى أمام “نصب النصر التذكاري”، رافعين الأعلام الفلسطينية والألمانية والتركية.
بدورهم، قام أطباء مشاركون في التظاهرة بالسير مغلقين أفواههم لبعض الوقت، في خطوة للفت الأنظار إلى قصف المشافي في غزة و”قتل الأبرياء” فيها.
ضغط على بريطانيا
قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون في واشنطن، الدكتور إدموند غريب، لقد ظهر مؤخراً معارضين بشكل متزايد في بريطانيا وفي عدد من الدول الأوروبية الأخرى، خاصة في الأسابيع الأخيرة بعد تصاعد الهجمات التي تقوم بها إسرائيل على المدنيين كتدمير المنازل وتدمير المستشفيات والمخابز والكنائس والمساجد، فضلاً عن مشاهدة الأطفال الذين انتهت حياتهم بسبب عدم توفر الغذاء أو الماء او الدواء، مما ترك تداعيات سلبية للغاية على الموقف الإسرائيلي حتى في أوساط بعض الأشخاص الذين دعموا إسرائيل وتعاطفوا معهم بعد هجمات 7 اكتوبر 2023.
وأضاف لـ “صدى البلد، أن هذا التغيير ينعكس في عدة أمور في أوروبا، على سبيل المثال لقد رأينا وزيرة بريطانية استخدمت عبارات سلبية للغاية ضد الفلسطينيين وانتقدت من يتعاطف معهم ثم رأينا المظاهرات الضخمة التي شهدتها العاصمة البريطانية ومدن أخرى وشارك فيها الأمريكيون البريطانيون والعرب البريطانيون بل أيضا شاركت فيها أعداد كبيرة من الشباب والطلاب البريطانيين ومن دول أخرى، كما رأينا قيام مجموعة لا يستهان بها من أعضاء مجلس العموم البريطاني الذين انتقدوا ورفضوا الهدنة المؤقتة أو الاستراحات كما تسمى وطالبوا بوقف دائم لإطلاق النار.
واستكمل: نرى ضغوطا على الحكومة البريطانية ونرى دعما قويا في أيرلندا، وهناك مطالبة بمحاسبة القيادات الإسرائيلية، حيث يطالب عددا كبيرا من النواب الأيرلنديين حكومتهم في تبني موقف وضرورة التحرك لمحاسبة إسرائيل ولمحاكمتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن الأيرلنديين تبنوا في السابق مواقف متعاطفة مع الفلسطينيين، وسبق لعدد من نوابهم في الاتحاد الأوروبي بشن هجمات قاسية ضد رئيسة الاتحاد الأوروبي واتهموها بالتحيز وبعدم اتخاذ قرارات موضوعية ومبدئية، كما أن هناك أسباب ذكرها عدد من زعماء القيادات في مجلس النواب الأيرلندي ومن بينها أن هناك تجارب مشتركة بينهم حيث إن الأيرلنديين تعرضوا للقتل للتهجير القسري والاعتقالات لمصادرة أراضيهم من قبل بريطانيا في القرن التاسع عشر وحدثت مجاعات كبيرة في أوساطهم وكان هناك قمع وبالتالي فهناك تفهم من قبلهم للموقف الفلسطيني.
خطر يواجه بايدن
وتابع: هناك حزب جديد بدأ يبرز في ألمانيا من إحدى الشخصيات البارزة طالب بمحاسبة إسرائيل ووقف تقديم مساعدات لإسرائيل، وكذلك نرى مواقف ومظاهرات ضخمة في أسبانيا، اليونان، إيطاليا، أيرلندا، حيث إن الحكومات الأسبانية واليونانية أظهرت تعاطفا مع الفلسطينيين، أما في الولايات المتحدة كان هناك رسالة من عدد من القيادات معظمهم من الديمقراطيين وبينهم جمهوريون أيضا يطالبون بوقف دائم للنار، وبالتالي فإن هناك خشية لدى القيادة الديموقراطية بان هذا من الممكن أن يترك تداعيات خطيرة على قدرة الرئيس بايدن على الفوز في الانتخابات القادمة خاصة أنه فقد الدعم في ولايات متأرجحة ومهمة مثل ميتشجن وإلى حد ما في نيوجيرسي وكذلك دعم المسلمين الأمريكيين، فضلا عن دعم الأفارقة الأمريكيين وبعض اللاتينيين الأمريكيين من أصول أسبانية ولاتينية ايضا حيث إنهم يمثلون اكبر قوى بعد البيض في الولايات المتحدة ثم من بعدهم الأفارقة الأمريكيون الذين يتعاطفون وبقوة مع الفلسطينيين، نرى ردة فعل قاسية من عدد من المنظمات المؤيدة لإسرائيل، ولذلك أعتقد أن الأمور تتفاعل وتتغير مع مرور الوقت والضغوط ستزداد على الرئيس الذي يحتاج لأصدقاء إسرائيل من ناحية ولكنه في المقابل سيخسر أعدادا كبيرة من الديمقراطيين وبالتالي فاني فرصه في النجاح ستكون قليلة.
وأردف: رأينا أن استطلاعات الرأي لأول مرة كانت نتائجها بها تعادل حسب استطلاع لشبكة الإذاعة الوطنية حيث إن 38 % يتعاطف مع إسرائيل ويطالبون باستمرار دعمها، في مقابل 38 % يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني ويطالب يطالب بتغيير مواقف الإدارة، وبالتالي بدأنا نرى أيضا فروقا كبيرة بين الشباب والكبار في السن، حيث إن الشباب وحتى من فيهم يهود أمريكيون لديهم مواقف مختلفة، كما أننا رأينا بان عدد من الموظفين الدبلوماسيين في الولايات المتحدة قالوا إن السياسة التي تتبناها واشنطن حاليا ستؤدي إلى نتائج عكسية للغاية على الولايات آه المتحدة، وقالوا إن دعم إسرائيل ودعم العنف والاستيلاء غير القانوني على الأراضي يتعارض مع القيم الأمريكية ويجب معاقبة إسرائيل.