يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقادات واسعة عالميا؛ بسبب التصريحات الرافضة لأي “سيادة فلسطينية” في قطاع غزة بعد الحرب، الأمر الذي عرَّضه لموجة انتقادات دولية وأممية واسعة، فيما عبّر مشرعون في الكونجرس الأمريكي عن شكوكهم في قدرته على قيادة البلاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم الأحد، إن رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة؛ “أمر غير مقبول”.
وأضاف، في تغريدة، عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “يجب أن يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال، خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا، السبت، إن “الجميع يجب أن يعترف بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته” وأن أي “إنكار” لهذا الحق “غير مقبول”.
واعتبر وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، اليوم الأحد، أن تصريحات نتنياهو الرافضة لأي “سيادة فلسطينية” في مرحلة ما بعد حرب غزة، “مخيّبة للأمل”.
وقال شابس، لمحطّة “سكاي نيوز”، إنه “من المخيّب للأمل أن نسمع ذلك من رئيس الوزراء الإسرائيلي”، مؤكدا أنه بالنسبة إلى بريطانيا “لا خيار سوى” حلّ الدولتين؛ لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي: “من الواضح أننا نرى الأمر بشكل مختلف”.
وقال كيربي إن الرئيس جو بايدن “لن يتوقف عن العمل” من أجل فرض حل الدولتين، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.
وأشار مسؤولون أميركيون، لشبكة “سي إن إن”، إنهم لن يسمحوا لرفض نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية، بأن يمنعهم عن الضغط بشأن هذه القضية، في لقاءاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، إن نتنياهو تراجع عن تصريحات متشددة من قبل، وأن تصريحاته هذه “ليست الكلمة النهائية في الموضوع بالضرورة”.
كما عبّر كبار الداعمين لإسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأميركي، عن شكوكهم في قدرة نتنياهو على قيادة البلاد.
وأفاد تقرير لشبكة NBC الأميركية، بأن السياسيين الأميركيين من التيارات التقدمية، عبروا صراحة عن انتقادهم لنتنياهو والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين والبنية التحتية في غزة، جراء الهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل على غزة، لكن المثير هو أن الداعمين التقليديين لتل أبيب في الكونجرس أصبحوا بدورهم يعبرون عن إحباطهم من الطريقة التي يدير بها نتنياهو الأمور، حتى ولو عبروا عن ذلك سراً.
نتنياهو يرفض الدعوات المطالبة بالسيادة الفلسطينية
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت الدعوات المطالبة بالسيادة الفلسطينية بعد محادثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن غزة ما بعد الحرب.
وقال نتنياهو إن حاجة إسرائيل للسيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن لا تتوافق مع وجود دولة فلسطينية.
وأضاف نتنياهو، في منشور على موقع X،: ‘لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن – وهذا يتعارض مع الدولة الفلسطينية’.
ولم يقدم أي تفاصيل أخرى في منشوره، المكون من سطر واحد باللغة العبرية.
وتشمل المنطقة الواقعة غرب الأردن، “إسرائيل، والضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة” الذي تديره حماس، حيث تقاتلها إسرائيل في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023.
ويأتي هذا المنشور وسط خلاف مع الولايات المتحدة، الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل، حول الشكل الذي ستبدو عليه غزة بمجرد انتهاء الصراع، ويكشف الموقف المعقد الذي يعيشه نتنياهو.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضغوطا متنافسة من المجتمع الدولي؛ للسماح بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وعلى المستوى المحلي؛ لضمان أمن إسرائيل، وعلى الأخص من أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه.