يربط مصر بدول الاتحاد الأوروبي علاقات قوية وممتدة لأكثر من 200 عام، وهناك اتفاقية شراكة تم تفعيلها منذ عام 2004، تسمح بمزيد من التعاون والتبادل التجاري والثقافي وكذلك التعاون في مجالات عديدة تحددها أولويات الشراكة.
زيارة جوزيب بوريل للقاهرة
كما شهدت العلاقات المصرية الأوروبية خلال السنوات الماضية، تطوراً على المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكم عام 2014 وهناك حالة من الانفتاح الكبير في السياسة الخارجية وأصبح الجميع يحرص على إعادة وبلورة وتوثيق العلاقات مع الدولة المصرية .
وصل القاهرة جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، السبت، في زيارة تستغرق يومين يلتقى خلالها عدد من المسؤولين في مقدمتهم الرئيس السيسي.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن توجه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل إلى مصر في زيارة ستستمر حتى الـ19 من يونيو الجاري.
وقال البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي: ” سيسافر مسؤول السياسة الخارجية نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، إلى مصر في الفترة من 17 إلى 19 يونيو 2023.
ويعقد جوزيب بوريل خلال الزيارة اجتماعات مع الرئيس السيسي؛ وسامح شكري وزير الخارجية؛ وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
أهمية زيارة بوريل وتوقيتها
وقال البيان إن الزيارة تأتي لمراجعة وتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، فضلا عن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ومناقشة التحديات العالمية والإقليمية المشتركة، مثل الهجرة والطاقة ومكافحة الإرهاب والأمن الغذائي.
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن هذه الزيارة في غاية الأهمية وتأتي في إطار العلاقات القوية التي تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي، وننظر إليها في ضوء وزن مصر الاقليمي والدولي، حيث إن مصر ليست دولة منفردة بل هي مدخل للقارة الإفريقية ولها تأثيرها الكبير في المنطقة العربية والشرق الاوسط وبالتالي هذا يفسر الاهتمام الأوروبي بمصر.
وأضاف بدر الدين لـ”صدى البلد” أنه من المفترض أن يكون هناك لقاءات خلال هذه الزيارة مع عدد من الوزراء، وبالتالي هذا يحتاج لنوع من التنسيق سواء على المستوى السياسي والاقتصادي، فضلاً عن التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك مشيراً إلى أن العالم الآن مهتم بقضية الإرهاب والهجرة غير الشرعية وهذا هاجس لدى أوروبا أيضاً، وعلى سبيل المثال المركب التي غرقت منذ أيام قليلة.
وأكمل أستاذ العلوم السياسية: يجب أيضاً النظر للجانب الاقتصادي خلال هذه الزيارة، حيث الاستثمارات الأوروبية في مصر والتجارة البينية بين مصر والدول الأوروبية، وبالتالي كل هذه أمور في غاية الأهمية بين مصر وأوروبا إذا نظرنا إليها على المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي، ونتوقع في هذا الزيارة أن يترتب عليها الكثير من النتائج الإيجابية.