قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن هناك فرقا بين السيئة والذنب، الأولى أوسع من الثاني، لأن السيئة تكون في حق الناس وحق الله أما الذنب فهو متعلق بالله تعالى فقط ولذلك فهو يغفر ولا ينفذ وعده الذى توعد به المذنب وهذا بلطفه ورحمته بعباده .
الفرق بين السيئة والذنب والمعصية
وأضاف “جمعة”، أن السيئة جزاؤها أن الله تعالى يعطي الشخص الواقع عليه السيئة من الحسنات ما يشاء، أما الذنب فإن الله يغفر لصاحبه إذا تاب ورجع إلى الله تعالى.
أما المعصية هي أن يقوم الإنسان بمخالفة آوامر الخالق، فلا يفعل الطاعات أبداً، ويعود هذا إلى عدم قوة الإيمان لهذا الشخص، أو بسبب هيمنة الشيطان عليه والعياذ بالله، فيكون الشخص لا يصبر ولا يستطيع الثبات على طاعة الله، والمعصية لها قسمين أحدهما الكبائر والآخر الصغائر، والكبائر هي التي تفسد قلب الإنسان وبدنه كذلك وهي مثل : الزنا، الفخر، الرياء، شرب الخمر والمنكر، قنوط من رحمة الله، أما الصغائر هي تأتي على شكل الشهوات وتمنيها، مثل شهوة أي شيء محرم مثل شهوة الكفر وشهوة الكبائر والبدع.
حل شرعي لمحو الذنوب والمعاصي
قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه ينبغي على من فعل ذنبًا أن يندم على ما فعل ويتوب ويستغفر الله ويصلى ركعتين.
وأضاف المجمع، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما من عبدًا يذنب ذنبًا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له)) سنن أبي داود.
قال الدكتور عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن النبي صلى الله عليه وسلم، حذرنا من محقرات الذنوب قال عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: “إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَرَجُلٍ كَانَ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ ، فَحَضَرَ صَنِيعَ الْقَوْمِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَادًا وَأَجَّجُوا نَارًا ، فَأَنْضَجُوا مَا فِيهَا “، أن الاستهانة بالذنوب الصغيرة تؤدي إلى هلاك الإنسان فيجب الابتعاد عنها والانتباه لها حتى لا نقع فيها.
وأضاف العجمي خلال فيديو له على قناة الإفتاء على اليوتيوب، أن الحل من محقرات الذنوب هو الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى لأنه هو الغفور الرحيم، وأن الدعاء مع الرجاء لله عز وجل سبب من أسباب محو ومغفرة الذنوب والمعاصي للحديث القدسي عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة».
وتابع: إنه مهما تعددت جرائم وذنوب الإنسان إذا تاب توبة نصوحًا ورجع إلى ربه سبحانه وتعالى فإن الله عز وجل يقبله ، وعلينا أن نتوب من قريب قبل أ نتوغل في الذنوب والإجرام حتى يكون له مكانه ومنزله عند الله سبحانه وتعالى.
وأشار الى أن العدل بين الأولاد سنة ولا يعقل أن نترك الأبناء يبغض ويكره ويحقد ويحسد بعضهم بعضا ، ويجب على الوالدين أن يتعاملوا مع أبنائهم معاملة واحدة وأن يحسن إليهم وألا يميز بينهم ، مشيرًا إلى أن رزق الإنسان من الأبناء سواء كان ذكورا أو إناثا هو من عند الله سبحانه وتعالى فلا يجب التمييز بينهم.
تكرار الذنب بعد التوبة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ َ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَه. سنن أبي داود