أعلنت دار الإفتاء المصرية، أنه من المقرر أن تستطلع مساء اليوم الأربعاء، هلال شهر ذي القعدة 1445هـ، من خلال لجانها الشرعية الستة المنتشرة في أرجاء الجمهورية.
من جانبه، أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن هلال شهر ذو القعدة يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة 5.23 صباحاً بتوقيت القاهرة المحلي اليوم الأربعاء 29 من شوال 1445هـ الموافق 8 مايو.
وأوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية، أنه من المرجح فلكيا أن يكون موعد غرة ذو القعدة 1445 هجريا غدا الخميس 9 مايو.
ويقول الدكتور علي جمعة إن تسمية هذا الشهر الكريم ذو القعدة الحرام، الذي قعد فيه الجاهليون عن الحرب فيما بينهم لميراث إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في تعيين تلك الأربعة الحرم (رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم).
وتابع في حديثه عن شهر ذو القعدة كشهر من الأشهر الحرم، وهو شهر من مواقيت الحج، وها قد ذهب أول أفواج الحجيج للأراضي الحجازية، ابتغاء الحج لبيت الله العتيق، سمي عتيقاً لأنه لم يملكه أحد من العالمين في وقت ما، فهذه البقعة المباركة لم تكن في ملك أحد ثم خرجت من ملكه إلى ملك الله، كمن يوقف قطعة من الأرض في ملكه لمسجد يبنيه لله، بل هذه القطعة من الأرض لم تدخل في ملك أحد منذ أن خلق الله السموات والأرض، أو سمي عتيقاً لأن الله يعتق من زاره وشرفه وعظمة وحج إليه وطاف به، أو إنه سمي عتيقا لأنه قديم بدأت العبادة منه، ورضي الله عن هذه البقعة وجعلها محل نظره، يحج إليه المسلمون من كل مكان استجابة لآذان أبيهم وسيدهم إبراهيم (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ)، (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ) وهي العشر الأوائل من ذي الحجة بخلاف المعدودات التي في سورة البقرة وهي أيام التشريق الثلاثة {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ }.
وتابع: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً) أي يسيرون علي أرجلهم, (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ) وهذه المنافع التي يشهدها المسلمون في الحج متصلة بذكر الله وبالتوحيد وبالتبري من الشريك له سبحانه وتعالي، إنها منافع ينبغي أن يجتمع المسلمون ليرسموا خطة لهم في سائر عامهم المقبل، ولا يتأتى هذا إلا إذا ذهب الحجيج إلي ربهم وقد تخلصوا من ذنوبهم بنفقه حلال، وانهوا الخصومات التي بينهم وبين الأخرين، واخرجوا الدنيا من قلوبهم وتوكلوا علي ربهم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.