بعد إعلان اليابان تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط بعد سنوات عديدة من البحث والمعالجة، انتقدت الصصين وكوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج قرار اليابان واعتبرته قرارا أحادي غير مسؤول.
لذلك اتخذت الصين باعتبارها أحد أهم الدول التي تستورد المأكولات البحرية من اليابان، قرارا بمقاطعة تلك المنتجات خوفا علي صحة مواطنيها، لعدم التأكد من سلامة تلك الأسماك.
وفي هذا الصدد نشرت السفارة الصينية بالقاهرة عبر حسابها الرسمي “وي شات” استعراضا لمخاوف الصين ورأيها في تصريف اليابان المياه النووية في المحيط.
1.ما الفرق بين المياه العادمة نوويا والمياه الملوثة نوويا؟
إن المياه الملوثة نوويا من محطة فوكوشيما للطاقة النووية باليابان هي مياه تلامست بشكل مباشر مع قلب المفاعل المنصهر. ويختلف هذا النوع من المياه الملوثة اختلافا نوعيا عن المياه التي تُصرف من محطات الطاقة النووية في تشغيلها العادي من حيث الطبيعة والمصدر وصعوبة المعالجة.
2.ما هي مخاطر المياه الملوثة نوويا؟
أولا، لا توجد تقنيات فعالة لمعالجة العديد من النويدات المشعة الموجودة في المياه الملوثة نوويا.
تحتوي المياه الملوثة نوويا من محطة فوكوشيما للطاقة النووية على أكثر من 60 نوعا من النويدات المشعة مثل التريتيوم والكربون – 14 واليود – 129، ولا توجد تقنيات فعالة لمعالجة كثير منها، بينما تحاول اليابان تضليل الرأي العام مدعية بأن “المشكلة تكمن في التريتيوم فقط”.
ثانيا، النويدات المشعة في المياه الملوثة نوويا تؤثر على صحة الإنسان.
تدعي اليابان بأن تركيز التريتيوم في المياه التي تم تمييعها في البحر سيكون دون 2.5% من التركيز المطلوب وفقا للمعايير التنظيمية اليابانية. لكن التمييع لا يقلل من إجمالي كمية الإشعاعات في المياه الملوثة نوويا التي تصرّف.
ثالثا، آثار المياه الملوثة نوويا ستطال العالم بأكمله.
أشارت وكالة بحثية ألمانية للعلوم البحرية إلى أن سواحل فوكوشيما لها أقوى التيارات المحيطية على مستوى العالم، وستنتشر المواد المشعة إلى أكثر من نصف مساحة المحيط الهادئ في غضون 57 يوما اعتبارا من تاريخ تصريفها، وسيضر التلوث النووي بعد 3 سنوات بالولايات المتحدة وكندا اللتين تقعان في الطرف الآخر للمحيط الهادئ. وبعد 10 سنوات ستمتد المواد المشعة إلى جميع البحار في العالم.
3.هل يكون تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثابة “تصريح” لتصريف المياه الملوثة نوويا في البحر؟
تستغل اليابان تقرير التقييم الشامل الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لترويج سلامة المياه الملوثة نوويا، غير أن تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن خطة فوكوشيما لتصريف المياه الملوثة في البحر ليس له في الواقع أي حجة في القانون الدولي، وبالتالي لا يمنح أي قانونية وشرعية لخطة اليابان لتصريف المياه الملوثة نوويا في البحر.
4.ما هو موقف الجانب الصيني من تصريف اليابان المياه الملوثة نوويا في البحر؟
يعارض الجانب الصيني منذ البداية ما تقوم به اليابان من تصريف المياه الملوثة نوويا من محطة فوكوشيما للطاقة النووية في البحر قسرا، ويرى أن معالجة المياه الملوثة مسألة هامة تتعلق بالسلامة النووية، ويتجاوز تأثيرها حدود اليابان، فهي ليست شأنا خاصا باليابان على الإطلاق.
لم تثبت اليابان حتى اليوم شرعية قرارها بشأن تصريف المياه الملوثة نوويا في البحر، ولم تثبت الموثوقية الطويلة المدى لمرافق تنقية المياه، ولم تثبت صحة ودقة البيانات المتعلقة بالمياه الملوثة، ولم تف بالتزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي بشأن وضع ترتيبات دولية طويلة الأجل للرصد والرقابة الميدانية تحت رعاية الوكالة وبمشاركة شاملة من قبل الدول التي تعد أصحاب المصلحة.
يدعو الجانب الصيني المجتمع الدولي إلى العمل سويا على حث الحكومة اليابانية على تصحيح قرارها الخاطئ، والوقف الفوري لتصريف المياه الملوثة نوويا في البحر، والتواصل بإخلاص وحسن النية مع الدول وأصحاب المصلحة المعنيين، ومعالجة المياه الملوثة بطريقة مسؤولة، من أجل عدم إلحاق خراب وأضرار لا يمكن التنبؤ بها بالبيئة البحرية العالمية وصحة ورفاهية شعوب العالم.