كشف كيث كيلوج، المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى أوكرانيا، عن تفاصيل اللقاء الشهير الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي انتهى بشكل غير متوقع، بعد أن خرج الأخير عن النص المتفق عليه مسبقًا، وفقًا لما ذكره كيلوج في مداخلة هاتفية على برنامج إذاعي أمريكي.
بحسب كيلوج، فقد تم الاتفاق مع زيلينسكي على سيناريو محدد قبل الاجتماع، حيث كان من المفترض أن يشكر الشعب الأمريكي على الدعم المالي الذي بلغ 160 مليار دولار، مع الإشارة إلى دور دافعي الضرائب الأمريكيين في تقديم هذا الدعم.
وكان من المتوقع أن يُدلي بهذه التصريحات أمام الصحافة بعد اجتماعه مع ترامب، قبل أن ينتقل إلى تناول الغداء ثم عقد ندوة صحفية مشتركة.
لكن، وفقًا لكيلوج، لم يلتزم زيلينسكي بالخطة، بل بدأ بتقديم ملاحظات وانتقادات، وكأنه “يعطي دروسًا لترامب”، رغم أن الوفد الأمريكي حذّره من أن التعامل مع ترامب يختلف عن التعامل مع الرئيس السابق جو بايدن.
رد فعل ترامب وطرد زيلينسكي من اللقاء
يتذكر كيلوج اللحظة التي أدرك فيها أن اللقاء انتهى بشكل كارثي، قائلاً: “كنت هناك خلف نائب الرئيس ووزير الخارجية ماركو روبيو، وعندما قال زيلينسكي لترامب: عليك أن تختار الوقوف مع جهة معينة، أيقنت بأنها النهاية، وعرفت أنه فجّر كل شيء”.
وأوضح المبعوث الأمريكي أن الرئيس الأوكراني حاول استغلال الصحافة لصالحه، لكن ترامب، الذي يتمتع بخبرة طويلة في التعامل مع الإعلام، لم يسمح بذلك، بل أنهى اللقاء بطريقة حادة، في مشهد عكس توتر العلاقات بين الزعيمين في تلك اللحظة.
يُعد هذا اللقاء واحدًا من المحطات الجدلية في العلاقة بين ترامب وزيلينسكي، حيث سبق أن أثارت اتصالات بينهما جدلاً واسعًا خلال ولاية ترامب الأولى، على خلفية طلب الرئيس الأمريكي آنذاك فتح تحقيقات تتعلق بابن جو بايدن، وهو ما أدى لاحقًا إلى إجراءات عزله في الكونجرس.
ويكشف حديث كيلوج عن التوترات العميقة التي كانت موجودة منذ البداية بين الإدارة الأمريكية وأوكرانيا، خاصة مع اختلاف توجهات ترامب وزيلينسكي في التعامل مع القضايا الاستراتيجية، وهو ما قد يلقي بظلاله على العلاقة بين البلدين في المستقبل.