ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، مجزرة جديدة بحق سكان قطاع غزة بعد إقدامها على قصف المستشفى المعمداني بحي الزيتون.
قصف إسرائيل للمعمداني
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم الأربعاء، استشهاد أكثر من 3200 فلسطيني على الأقل، من بينهم ما يزيد على 500 سقطوا جراء قصف إسرائيلي على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 3200 شخصا على الأقل استشهدوا وأصيب ما يزيد على 11 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء جراء القصف المتواصل على قطاع غزة.
وتسبب قصف إسرائيلي على مستشفى المعمداني، شرقي مدينة غزة، بسقوط 500 شهيد فلسطيني، على الأقل، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إن مئات الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض، مما يعني أن حصيلة القصف مرشحة للارتفاع.
وجاء هذا الهجوم في وقت يواجه قطاع غزة أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، بالإضافة إلى ذلك، استشهد 80 فلسطينيا بقصف استهدف منازل في رفح وخان يونس، بينما أعلنت زارة الداخلية في غزة إن “37 فلسطينيا استشهدوا في غارات على مناطق القصاصيب وحليمة السعدية بجباليا شمالي القطاع”.
وحول قصف مستشفى الأهلي في غزة، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة: إن معظم ضحايا “مجزرة” مستشفى المعمداني بغزة “أطفال ونساء غابت ملامحهم”.
وأضاف القدرة: “مجزرة مستشفى المعمداني لا مثيل لها ولا يمكن وصفها، مئات الضحايا وصلوا المستشفى ولا زالت طواقم الإسعاف تجلي الأشلاء”.
وتابع: “معظم ضحايا مجزرة المعمداني أطفال ونساء غابت ملامحهم الضحايا وصل منهم بلا رؤوس وأشلاء ممزقة وخروج للأحشاء”.
وأردف: “سيل الضحايا ونوعية الإصابات فاق قدرات الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، الأطباء كانوا يجرون عمليات جراحية على الأرض وفي الممرات وجزء منهم بلا تخدير”.
وأوضح القدرة أن “عددا كبيرا من مصابي قصف المستشفى ما زال عدد كبير ينتظر العمليات والعدد الآخر تحاول الطواقم الطبية إنقاذ حياته في العنايات المركزة”، لافتا إلى أن “الإمكانيات العلاجية المتبقية إمامها ساعات قلائل لنعلن نفادها الفعلي”.
إصابة للعرب والأمة كلها
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف الكاتب والباحث السياسي، إن هذا الحادث بالفعل أصاب العرب والأمة الإسلامية جميعا، فهي جريمة حرب مكتملة الأركان وهي جريمة نكراء وفي غاية البشاعة وهذا أمر تعجز الكلمات عن وصفه.
وأوضح رائف ـ في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذا العدوان كان على أبرياء احتموا في مستشفى، فكان هناك مئات الفلسطينيين ذهبوا إلى المستشفيات للاحتماء داخلها وتعمد الاحتلال الإسرائيلي أن يقصد هؤلاء الأبرياء الشيوخ والنساء والأطفال وهم غزل يحتمون تحت الجدران مستشفى، وهم مسالمون يخشون القصف، وجاء القصف عليهم لينهي حياتهم.
وتابع: هذا الأمر يضع المجتمع الدولي بشكل عام أمام نقطة فاصلة، أما أن تتحمل الدول الكبرى مسؤوليتها بشكل واضح وصريح، أما أن تتخلى وبشكل نهائي عن مفاهيم حقوق الإنسان.
وواصل: نحن أمام سقطة تاريخية، ومن المستغرب أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت حملتي طائرات متسائلا: “هل أرسلتها لنرى هذه المشاهد وتحتمي إسرائيل فيها وتقصف أبرياء؟”.
وأكد أن إسرائيل تحاول أن تقضي على كل مسارات السلام والتهدئة والحلول ولا تريد أن يكون هناك أي نوع من أنواع الاتصال بين المجموعة العربية والجانب الأمريكي، لذلك هذا القصف وهذا التوقيت يؤكد هذا الأمر.
وأضاف أن هناك رغبة إسرائيلية لعدم إنهاء هذا الصراع، فإسرائيل تتحدث بأنها لا تنخرط في السلام ولا تريد سلاما في المنطقة، فما حدث في مستشفى المعمداني هو جريمة بشعة تعجز الكلمات عن وصفها وترفضها كافة الديانات السماوية ولا حتى الديانة اليهودية ذاتها تقبل بذلك ولا المسيحية ولا الإسلامية.
ولفت إلى أن هناك صمت دولي وأصبحت المنظمات الدولية عاجزة، ومجلس الأمن أصبح مُفرغ من مضمونه ولا يقدر على اتخاذ أي قرار لوقف التصعيد، بل أن الأعضاء الـ5 أصحاب الفيتو أصبحوا منخرطين بشكل ما في الصراع الدولي، وبالتالي كل عضو منهم يريد أن يحافظ على مصالحة والأبرياء يدفعون الثمن.
واستطرد: ما حدث هو أمر صعب للغاية وأثبت أن الدول الكبرى تخلت عن مسؤوليتها تماما وسقطت مفاهيم حقوق الإنسان عن المجتمع الدولي وعن الدول الغربية، وعليهم ألا يحدثونا مجددا عن هذه المفاهيم فنحن من الواجب أن نعلمهم ونحدثهم هذه المفاهيم فنحن أكثر علما بهذه المفاهيم.
وأكد رائف أن الصمت الأمريكي حتى الآن وحتى اللحظة عما يحدث أمر مخزي للغاية ويجعل دولة كبرى من المفترض أن تتحمل المسؤولية الآن تفقد مصدقتها في المجتمع الدولي.
الإعلام الغربي آلة حرب
وأكد الباحث السياسي، أن الدولة المصرية قيادة وشعبا ومجتمع مدني وأحزاب، تدين هذه الفعلة الشنعاء، والجميع داخل المجتمع المصري يؤكد أن مصر صامدة وهي تدافع عن القضية الفلسطينية.
وقال إن الإعلام الغربي منذ البداية كان سببا رئيسيا في تكوين رأي عام دولي خاصة لدى الدول الغربية ساعد على تأجيج الصراع، فالإعلام الغربي مسؤول والقائمين عليه سواء في البي بي سي وغيرها من قنوات أخرى تخلت عن دورهم الإعلامي وذهبت لتكون سبب في الصراع.
وواصل: وسائل الإعلام الغربية أصبحت آلة حرب حقيقية تجاه الشعوب وتجاه الأبرياء وتحيزت من بداية الصراع إلى الجانب الإسرائيلي وشجعته على قتل الأبرياء، فهي أيضا مسؤولة عن هذه الجرائم وهي شريكة فيما حدث من خلال مساهمتها في قصف المستشفى وفي هذه المجزرة.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته، واستصدار قرار يدين إسرائيل لاستهدافها مستشفى الأهلي في غزة.
في ردود الفعل العربية دان الرئيس عبد الفتاح السيسي بأشد العبارات القصف الإسرائيلي على مستشفى الأهلي في غزة وقال إنه انتهاك صريح للقانون الدولي.
وطالبت المجموعة العربية في الأمم المتحدة بالوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وأدانت المجموعة القصف الذي استهدف المستشفى الأهلي في غزة.
وندد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ودان أوامر إسرائيل بإجلاء مؤقت لسكان القطاع معتبرا أنه قد يرقى إلى جريمة الترحيل القسري للمدنيين وهو ما يمثل خرقا للقانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، إن موسكو تعتبر الغارة على مستشفى في غزة جريمة وعملا لا إنسانيا.
ووصفت الخارجية الروسية “التصعيد الأخير للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، بأنه كارثة عالمية.
التصعيد الأخير كارثة
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، في العاصمة الصينية بكين إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” في الحرب الدائرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال غوتيريش، في خطاب ألقاه في بكين في منتدى مبادرة الحزام والطريق “أدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري لتخفيف المعاناة الإنسانية الرهيبة التي نشهدها”.
وتسبب قصف إسرائيلي على مستشفى الأهلي شرقي مدينة غزة بسقوط خمسمئة قتيل فلسطيني، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إن مئات الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض، مما يعني أن حصيلة القصف مرشحة للارتفاع.