قبل أن تكمل عامها الأول في المرحلة الثانوية، تمكنت من إتمام حفظ القرآن الكريم كاملاً، لتكون الأولى بين أشقائها وفاتحة الخير أمام شقيقاتها لختم القرآن الكريم، في أسرة بسيطة نهلت أحكام وتعاليم دينها من الأزهر الشريف، لكن الفتاة التي تزينت وتجملت بآداب القرآن قررت أن تبهر الجميع بالتميز في ختم القرآن الكريم خلال فترات قياسية، وأخيراً بكتابة كتاب الله كاملاً بالرسم العثمانى، لتكون أول من يتميز بهذا العمل الرائع داخل محافظة قنا بل على مستوى صعيد مصر.
حفظت القرآن كاملاً خلال عام
حكاية فاطمة يوسف أبوسلام، صاحبة الـ22 ربيعاً، مع التميز بدأت في مرحلة مبكرة من حياتها بحفظ جزء عم، إلى أن تمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال عام واحد وهى طالبة بالصف الأول الثانوى الأزهرى، لكنها أصرت على أن تجعل فى كل مرحلة من عمرها، علامات مميزة تضىء لها ولأسرتها حياتهم بنور القرآن الكريم، وتجعل منها قدوة للباحثين عن التميز في الدين وعلوم الدنيا، فبعدما تمكنت من الحفظ توجت ذلك بكتابة المصحف الشريف بخط يدها مرة خلال 5 أشهر وأخيراً خلال 3 أشهر.
وصول فاطمة يوسف، لهذا المستوى من التميز والتفرد في حفظ وكتابة القرآن الكريم، ما كان له أن يكتب النجاح، إلا من خلال أسرة متميزة، ساعدت ودعمت، حتى تمكنت ابنتها من إبهارهم بجميل صنيعها، وعظمت ما خطت يدها من آيات القرآن الكريم، لتكون قدوة لأهلها وللآخرين من الفتيات السالكين طريق القرآن الكريم، حفظاً وتعلماً ينير حياتهم بنور الإيمان ويمكنهم من اجتياز مراحلهم التعليمية بتفوق.
قالت فاطمة يوسف أبوسلام ،”ليسانس لغة عربية جامعة الأزهر بأسيوط “، بدأت رحلتى مع حفظ القرآن الكريم بحفظ جزء عم في المرحلة الابتدائية، ثم التحقت بالأزهر الشريف، وعندما التحقت بالصف الثالث الاعدادى وضعت خطة لحفظ القرآن الكريم، وتمكنت خلال عام واحد، وقبل إنهاء الصف الأول الثانوى من ختم القرآن الكريم كاملاً على يد الشيخ اسلام العسقلانى في قريتى الحاج سلام بمركز فرشوط.
بدأت كتابة المصحف بخط يدى
وتابعت “فاطمة”، وطلب منى شيخى لتثبيت الحفظ أن أكتب ما أحفظ من آيات القرآن الكريم، وهو ما ساعدنى بشكل فعلى في ثبات ما أحفظ من آيات قرآنية، وبعد ختم القرآن ألزمنى بكتابته كاملاً بالخط العثمانى، وكانت فكرة جديدة بالنسبة للحافظين لكتاب الله في مصر، لكنها موجودة في المملكة العربية السعودية، خاصة أن فكرة المصحف المفرغ لم تكن منتشرة كما هي حالياً، حيث يتم شراء مصحف خالى من الآيات القرآنية ويتم كتابتها من قبل الحافظ لكتاب الله بخط يده.
واستطردت “فاطمة”، كتابتى للقرآن الكريم بخط يدى، دفعنى للالتحاق بدورة في الخط العربى، استغرقت 4 أشهر، لتحسين مهاراتى في الخط بأنواعه المختلفة، وإن كان التركيز على خط النسخ هو الأهم بالنسبة لى، حتى أتمكن من كتابة آيات الله بخط يليق بها ويتماشى مع روحانية وقدسية هذه الآيات، ووفقنى المولى عز وجل لكتابة المصحف كاملاً بالخط العثمانى، وحالياً اتجهت لتعلم خطوط أخرى مثل الرقعة، لتنمية مهاراتى بشكل عام.
أسرتى كانت أكبر داعم
وأشارت” فاطمة” إلى أن دعم ومساندة والديها، كان لهما الدور الأهم في وصولها لهذا المستوى من حفظ وكتابة القرآن الكريم، وأن تكون أول فتاة تحظى بشرف كتابة المصحف كاملاً بخط يدها، مضيفة أن والدها يعمل بالأوقاف ورغم سفره خارج البلاد إلا أنه يتعدها بالرعاية والتحفيز بالهدايا والدعم المعنوى لتشجيعها على اكمال مسيرتها في الحفظ، بجانب والدتها التي تعمل مدرسة للغة العربية والتي كان لها الدور البرز في تحفيظها، بجانب مشايخها الأجلاء.
ودعت” فاطمة”، الجميع صغيراً كان أم كبيراً، بألا يتكاسل عن حفظ كتاب الله، حتى يكون حافظاً له ولأسرته ويشعر ببركة فعلية في حياته، كما أن حفظ القرآن توجيه إلهى وسنة نبوية يجب أن نلتزم ونتمسك بها، مشيرة إلى أنها خلال رحلتها مع القرآن الكريم، حصلت على العديد من الشهادات والتكريمات والإشادات بما وصلت إليه من تميز في حفظ وكتابة القرآن الكريم.