يقدّم جناح الأزهر الشريف بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، في دورته العشرين، إصدارًا علميًّا مهمًّا بعنوان: “من قضايا المرأة في السنة النبوية شبهات وردود”، من إعداد لجنة السنة النبوية بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
جاء هذا في إطار دوره التوعوي، ومواجهة حملات التشويه التي تتعرض لها مكانة المرأة في الإسلام.
ويهدف الكتاب إلى تفنيد الشبهات المثارة حول أحاديث نبوية تتعلق بالمرأة، وردّها إلى أصولها الصحيحة، مستندًا إلى المنهج الأزهري القائم على التحقيق العلمي، والاعتدال الفكري، والرجوع إلى مقاصد النصوص وفهمها في ضوء سياقها، بعيدًا عن الاجتزاء أو التوظيف المغرض.
وينطلق الكتاب من حقيقة أن قضية المرأة لم تكن يومًا إشكالًا في حضارة الإسلام، وإنما ظهرت بعض التصورات المغلوطة حين تسربت إلى ثقافتنا مفاهيم وافدة من مجتمعات عانت تاريخيًّا من التمييز ضد المرأة، فجاءت تلك المفاهيم لتزرع الشكوك، وتفتعل الأزمات، وتصطنع الفجوة بين أبناء الأمة وتراثهم الأصيل.
ويشير الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، في تقديمه للكتاب، إلى أن الإسلام هو الذي أنصف المرأة وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة منذ بزوغ فجره، حين كانت كثير من المجتمعات تظلم النساء وتتنكر لإنسانيتهن، مؤكدًا أن السنة النبوية جاءت بتوجيهات راقية تحفظ للمرأة كرامتها وتضعها في موضع التكريم والتقدير، إلا أن هناك من يحاول افتعال شبهات اعتمادًا على قراءة مبتورة أو فكر منحرف.
وفي هذا السياق، يرد الكتاب على سبع عشرة شبهة أثارها بعض المشككين حول المرأة في السنة النبوية، من خلال قراءة علمية دقيقة، تُبرز أبعاد النصوص ومعانيها، وتكشف تهافت التأويلات المغرضة، ومن أبرز ما يتناوله الكتاب: الرد على الشبهات المثارة حول أحاديث مثل: “إن المرأة خُلقت من ضِلَع”، و”رأيتكن أكثر أهل النار”، و”النساء ناقصات عقل ودين”، و”لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة”، و”يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب”، و”لعن الله زوارات القبور”، و”التسبيح للرجال والتصفيق للنساء”، و”لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد”، و”إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم”، و”المرأة تقبل في صورة شيطان”، و”لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد”، و”لولا حواء لم تخن أنثى زوجها”، و”الشؤم في ثلاث”، و”فإنهن عوان عندكم”، بالإضافة إلى مناقشة الشبهات المتعلقة باستئذان الزوجة للخروج من البيت، ودية المرأة في الإسلام، وتعليم المرأة.
ويُعد هذا الإصدار مرجعًا علميًّا موثوقًا لكل باحث عن الحقيقة، ورافدًا من روافد الوعي الإسلامي المعاصر، يسهم في ترسيخ صورة الإسلام الصحيحة، وإبراز عدالة الشريعة الإسلامية وإنصافها للمرأة عبر مسارها التاريخي، في مواجهة قراءات سطحية أو مشبوهة تحاول النيل من هذا الدين القويم.
