تش١شهد سماء المنطقة بداية العد التنازلي لنهاية فصل الصيف 2023 مع ظهور نجم سهيل، حيث يمكن رؤية هذا النجم بالعين المجردة من جنوب الجزيرة العربية وحتى منتصفها، وذلك بدءا من تاريخ 24 أغسطس من كل عام.
أهمية النجم سهيل
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، يحظى نجم سهيل بأهمية كبيرة في الجزيرة العربية منذ القديم، حيث يتز١امن ظهوره مع تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس وبداية انقباض فترة النهار وانخفاض درجات الحرارة في الليل.
كما يشهد النهار تدريجيًا انقلابًا في اتجاه شمال الجنوب بعد أن كانت الشمس تشرق عموديًا في بداية فصل الصيف. ولذلك، كان العرب ينظرون إلى طلوع هذا النجم بفرحة وتفاؤل.
يبعد نجم سهيل عن الأرض مسافة 313 سنة ضوئية، وهو ألمع نجم في كوكبة القاعدة الجنوبية “كارينا”، وثاني ألمع نجم في السماء الليلية بعد الشعرى اليمانية. ولو أنه لو كان قريبًا منا مثل الشعرى اليمانية لتجاوزها في اللمعان.
لكن النجم سهيل لا يؤثر على الأحوال الجوية سواء قريبًا أو بعيدًا، على عكس بعض النجوم، باستثناء الشمس. ويعتبر وجود هذا النجم مجرد “علامة” تشير إلى بداية التغير الفصلي والانتقال نحو فصل الخريف والاعتدال الخريفي.
ما هو النجم سهيل ؟
في سماء الفلك، يعرف سُهيل باسم ألفا القاعدة في تسمية باير، واسمه اللاتيني هو كانوبوس. وهو يعتبر ألمع نجم في مجموعة النجوم التي تشكل كوكبة القاعدة. يحتل سُهيل المرتبة الثانية في سطوعه بعد الشعرى اليمانية، ويأتي مباشرة بعده حارس السماء في قائمة النجوم الأكثر سطوعًا.
ويعد سُهيل نجمًا عملاقًا ساطعًا ذو لون أبيض مصفر، ينتمي إلى فئة النجوم العملاقة النوع A على النسق الأساسي. يبلغ قدره الظاهري -0.72، ويقع على بُعد يبلغ حوالي 310 سنة ضوئية من الأرض.
ويشيرمعنى كلمة “سُهيل” في اللغة العربية إلى الوزن والجمال واللمعان والنبيلة والمجد. يُستخدم أيضًا لوصف الأشياء التي تسير بسهولة وسلام، وهو تصغير لكلمة “سهل”. كما يُستخدم أيضًا للإشارة إلى عدة نجوم ساطعة.
النجم سهيل والعرب
يظهر نجم سهيلو يُشاهد بوضوح من نصف الكرة الأرضية الجنوبي، أما في النصف الشمالي فيظهر في أواخر فصل الصيف باتجاه الجنوب، وتعتبر فترة وسط فصل الشتاء هي الأفضل لمراقبته.
وفيما يتعلق بالجزيرة العربية، يبدأ ظهور سهيل في سمائها في أواخر شهر أغسطس من كل عام، تحديدًا في الرابع والعشرين منه. يعتبر ظهور سهيل علامة على نهاية فصل الصيف وبداية انتقال الطقس إلى البرودة.
لنجم سهيل فوائد عديدة، حيث يحظى بتتبع واهتمام كبير من قبل العرب وغيرهم، خاصة في الجزيرة العربية. كان له دور مهم في الماضي، حيث كان يستخدم كمرجع للإبحار إلى منارة فاروس في الإسكندرية في مصر القديمة.
وكان يُطلق على سهيل لقب “سفينة الصحراء” من قِبل الأشخاص الذين يعيشون في الصحراء. كما كان العرب يشملون سهيل في قصائدهم ويتغنون به. يذكر الشاعر أبو العلاء المعري في إحدى قصائده بنجم سهيل.