أقيمت اليوم شعائر صلاة الجمعة من مسجد الظاهر بيبرس، بعد أعمال الترميم والتطوير التي استمرت لسنوات؛ لتفتح أبواب هذا المسجد العتيق لإقامة أول صلاة جمعة، بعد 225 عامًا من عدم إقامة الشعائر به، حيث تم افتتاحه يوم الأحد الماضي.
أقدم مساجد العصر المملوكي
ويُعد مسجد الظاهر بيبرس أقدم مسجد في العصر المملوكي، حيث شرع الظاهر بيبرس أحد أشهر سلاطين المماليك، وقائد جيش السلطان سيف الدين قطز في معركة عين جالوت التي هزم فيها جيش المغول، في بناءه عام 665 هجريًا، واستغرق بناؤه عامين تقريبًا.
اعتمد بناؤه على نقل أخشاب وأعمدة من معابد قديمة، وتخبرنا التفاصيل المعمارية للمسجد الكثير عن فنون العمارة المملوكية بنمطها المميز في تصميم المساجد وزخرفتها، حيث يضم الصحن الأوسط المكشوف أربعة إيوانات محمولة على عشرات الأعمدة الرخامية.
تعرض مسجد الظاهر بيبرس لتعديات جسيمة في عصور مختلفة توارت معها ملامحه القيمة، فأثناء فترة الاحتلال الفرنسي تم استخدام أبراج المسجد الأربعة لوضع المدافع، كما استخدم كقلعة. وأثناء عصر محمد علي تم استخدامه كمصنع للصابون. وفي فترة الاحتلال الانجليزي تم استخدامه كمذبح.
ترميم مسجد الظاهر بيبرس
وهذه الأيام تم ترميمه على أحدث التقنيات. ويحمل الظاهر بيبرس أصولاً كازاخستانية. من هنا جاءت مشاركة الحكومة الكازاخية في عملية ترميم المسجد وتجديده التي تكلفت زهاء 237 مليون جنيه مصري. واستغرقت سنوات عدة.
إعادة إعمار مسجد الظاهر بيبرس تمثل إنقاذًا لثروة آثرية نالها الإهمال على مدى قرون، وتُعد بمثابة استكشاف لمواطن الجمال المعماري في العصر المملوكي، وإحياء لسيرة أحد أشهر قادة التاريخ الاسلامي الذي ينسب اليه الفضل في إنقاذ العالم القديم من الخطر المغولي.