فرض الإسباني بيب جوارديولا نفسه كواحد من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، بفضل المسيرة التدريبية الزاخرة بالنجاحات التي امتدت لأكثر من 17 عامًا، حصد خلالها البطولات في كل محطة درّب فيها، وغيّر مفهوم اللعبة بأسلوبه الفريد وأفكاره الثورية.
ولم يكتف جوارديولا بالتميز الفني، بل كشف مؤخرًا عن وجهه الإنساني، خلال كلمته المؤثرة أثناء تسلمه دكتوراه فخرية من جامعة مانشستر، حيث عبّر عن حزنه الشديد تجاه ما يحدث في قطاع غزة، قائلًا: “أشعر بالفزع لما يتعرض له الأطفال هناك. ربما نعتقد أن ما يجري لا يعنينا، لكنه يمزق القلب، ربما نكون نحن أو أطفالنا في المرة القادمة. الصمت لم يعد خيارًا.”
تصريحات جوارديولا لامست قلوب متابعيه حول العالم، وأضافت بعدًا إنسانيًا إلى شخصية مدربٍ لطالما وُصف بـ”الفيلسوف” داخل المستطيل الأخضر.
بداية مسيرة استثنائية مع برشلونة
بدأ جوارديولا مشواره التدريبي في 2008 مع فريق برشلونة “ب”، قبل أن يتولى قيادة الفريق الأول، ويقود ما يُعرف بـ”الجيل الذهبي” في تاريخ البلوجرانا.
وخلال 4 سنوات فقط، فاز المدرب الإسباني بـ14 لقبًا، أبرزها دوري أبطال أوروبا مرتين، و3 بطولات دوري إسباني، وكأس ملك إسبانيا مرتين، إلى جانب السوبر المحلي والقاري وكأس العالم للأندية.
تجربة بايرن ميونخ.. نجاح رغم التحديات
بعد رحيله عن برشلونة في 2012، انتقل جوارديولا إلى بايرن ميونخ في 2013 وسط شكوك حول قدرته على تكرار الإنجازات، لكنه سرعان ما أثبت جدارته، وقاد الفريق البافاري لحصد 7 ألقاب في 3 مواسم، من بينها 3 بطولات دوري ألماني، و2 كأس ألمانيا، بالإضافة إلى السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، رغم إخفاقه في التتويج بدوري أبطال أوروبا.
السيتي.. الهيمنة على إنجلترا والتتويج الأوروبي
في 2016، خاض جوارديولا تحديًا جديدًا مع مانشستر سيتي، ونجح في صنع ثورة كروية حقيقية، قادت الفريق للهيمنة على البطولات المحلية.
ومع “السيتزنز”، حصد 18 لقبًا حتى الآن، من بينها:
الدوري الإنجليزي الممتاز 6 مرات (بينها 4 تواليًا)
كأس الرابطة الإنجليزية 4 مرات
كأس الاتحاد الإنجليزي مرتين
الدرع الخيرية 3 مرات
دوري أبطال أوروبا مرة واحدة (2023)
السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية (مرة واحدة لكل منهما)
آخر لقب.. درع خيرية جديدة
حقق جوارديولا آخر ألقابه حتى الآن في عام 2024، عندما قاد مانشستر سيتي للفوز بدرع الاتحاد الإنجليزي الخيرية على حساب مانشستر يونايتد، بعد التعادل في الوقت الأصلي، والاحتكام إلى ركلات الترجيح.
طوال مسيرته، لم يتعرض جوارديولا للإقالة من أي نادٍ تولى تدريبه، في سابقة نادرة في عالم التدريب، تؤكد ثباته واحترافيته ونجاحه المستمر على مدار سنوات.
