بعد فضيحة دوري السلة الأميركي.. إليك أشهر وقائع «الجاسوسية الرياضية»
كانت عملية التجسس بين الفرق الرياضية المتنافسة شائعة في العقود الأربع الأخيرة من القرن الماضي، وذلك قبل أن تكون هناك رقابة قوية ومعايير وعقوبات رادعة لمثل تلك الممارسات. واعتاد المدربون الذين تُستهدف فرقهم على تلك الحيلة غير الرياضية، بل وأوجدوا ميكانيزمات مضادة للتصدي لعمليات التجسس، مثل إقامة التدريبات بدون حضور جماهيري مع منع كامل لحضور الإعلام خوفا من وجود “عيون” محسوبين على المنافس بين الجماهير أو الصحفيين. كما اعتاد المدربون على تضليل الجواسيس عن طريق بدء التدريبات بتشكيلات وخطط تكتيكية وهمية بغرض تمرير معلومات مضللة للمنافس.
غير أن الأمر تغير في السنوات اللاحقة مع زيادة الرقابة، وتدشين مواثيق أخلاقية للحفاظ على المنافسة النزيهة.
واليوم، أفادت وكالة رويترز للأنباء، أن فريق نيويورك نيكس المنافس في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين رفع دعوى قضائية ضد منافسه تورونتو رابتورز حيث اتهم الطاقم التدريبي الجديد للفريق الكندي بتعيين “جاسوس” نقل له تقارير الكشافين وغيرها من المواد السرية.
واتهم نيكس موظفه السابق إيكتشوكو أزوتام، والذي عمل كمحلل فيديو ومساعد لتطوير اللاعبين، بسرقة الآلاف من التقارير وإرسالها إلى رابتورز بعد رحيله عن الفريق الأسبوع الماضي.
وقال متحدث باسم شركة إم.إس.جي سبورتس التي تملك نيكس “بالنظر إلى الانتهاك الواضح لاتفاقية العمل والقانونين الجنائي والمدني، لم يكن لدينا أي خيار سوى اتخاذ هذا الإجراء”.
وتعيد هذه الواقعة فتح ملف “الجاسوسية في الرياضة”. وتستعرض “الغد” في التقرير التالي بعض أشهر وقائع التجسس بين المتنافسين الرياضيين.
800 صفحة.. فضيحة الفورمولا 1
في العام 2007، هزت فضيحة تجسس الفورمولا 1 عالم السباقات، وكان رئيس الفريق الميكانيكي لفيراري نايغل ستيبني دور البطولة في الواقعة، إذ تم إيقافه نتيجة “مخالفات”. يبدو أن ستيبني قام بتمرير 800 صفحة أو نحو ذلك من المعلومات الداخلية والمواصفات الفنية إلى كبير مصممي ماكلارين مايك كوجلان.
وأدت هفوة بسيطة إلى كشف عملية التجسس، حدث ذلك حينما طلب كوجلان من زوجته تصوير المستندات، فقصدت الزوجة مكتبة تصوير في منطقة على بعد خطوات معدودة من المقر الرئيسي لشركة ماكلارين، وأطلق موظفو المكتبة جرس الإنذار بشأن احتمال التجسس على الشركة.
وقرر الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) في البداية أنه على الرغم من أن شركة ماكلارين تمتلك المستندات، إلا أنه لا يوجد دليل على أنهم استخدموا أسرار تصميم فيراري. ومع ذلك، ظهرت أدلة جديدة، وتم استبعاد ماكلارين لاحقًا من بطولة الصانعين وفرضت عليها غرامة قدرها 100 مليون دولار.
“سباي غيت”.. بيلسا يرفض الاعتذار
تم استدعاء الشرطة البريطانية إلى ملعب تدريب ديربي كاونتي في عام 2017 بعد أن شوهد رجل مشبوه يتسكع ويشاهد تدريبات الفريق قبل مباراة ضد ليدز يونايتد. تم اصطحاب الرجل على النحو الواجب خارج أراضي ديربي.
واعترف مدرب ليدز مارسيلو بيلسا بأنه أرسل أحد الموظفين للتجسس على ديربي لكنه لم يعتذر. في الواقع، بل وقال إنه فعل الشيء نفسه مع كل فريق واجهه ليدز. وأكد بيلسا أن الأمر قانوني تمامًا، حتى لو كان البعض قد يجده موضع شك من الناحية الأخلاقية، وأضاف أنه جمع ملفات مفصلة عن كل منافس في البطولة.
وفي كتابه «ضرب من الجنون… حياة مارسيلو بيلسا» سلط الكاتب تيم ريتش الضوء على تلك الواقعة، وأكد أن مسألة التجسس أساسية في أسلوب بيلسا، للدرجة التي جعلته يستعين بصبي يبلغ من العمر 17 عاما، وطالبه بتسلق الأشجار المحيطة بملعب منتخب الإكوادور. حدث ذلك عندما كان بيسلا مدربا لمنتخب شيلي.
اعتذر ليدز علنًا مذكرين بيلسا بالتزامهم بالنزاهة والصدق. قام الدوري الإنجليزي لكرة القدم بتغريم ليدز 200 ألف جنيه إسترليني (238 ألف دولار).
عملية انتقامية في دوري كرة القدم الأميركية
في عام 2016، تعرض فريق ويك فورست ديمون ديكونز في ولاية كارولينا الشمالية لهزيمة مذلة بنتيجة 4412 أمام لويزفيل كاردينالز. كان ديف كلاوسون، مدرب كرة القدم الرئيسي في ويك فورست، قلقًا، حتى أنه توقع أن لويزفيل تمكن بطريقة ما من الوصول إلى خطة لعب فريقه. أدت شكوكه إلى تحقيق وفضيحة.
ووجد المحققون أن تومي إلرود، لاعب كرة قدم سابق في ويك فورست ومساعد مدرب، لم يتم الاحتفاظ به عندما تولى كلاوسون منصبه في عام 2014. هو من قام بتسريب معلومات داخلية حول الفريق إلى المنافسين، بما في ذلك خطة اللعب لعام 2016 ضد لويزفيل.
طائرة مسيرة فوق رؤوس المصريين
كان المنتخب المصري الأول لكرة القدم يستعد لملاقاة الكاميرون، مستضيفة بطولة الأمم الإفريقية في فبراير 2022.
وفي إحدى الحصص التدريبية، لاحظ البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب الفريق المصري وجود طائرة مسيرة تحلق فوق ملعب التدريبات، الأمر الذي دفعه إلى إيقاف الحصة التدريبية، خوفا من أن تكون الطائرة المسيرة “عينا” للكاميرونيين، أصحاب الأرض والجمهور.
ومن المفارقة، فقد انتصر المصريون في تلك المباراة، بالركلات الترجيحية من نقطة الجزاء، وذلك بعدما انتهى اللقاء بالتعادل السلبي أمام عشرات الآلاف من الكاميرونيين الذين احتشدوا في المدرجات لمؤازرة منتخبهم الوطني.
قرصنة إلكترونية.. وخسائر تقد بـ 1.7 مليون دولار
اندلعت مخاوف التجسس في سلسلة من فضائح الدوري الأميركي للبيسبول، وشملت الفضائح سانت لويس كاردينالز وهيوستن أستروس وبوسطن ريد سوكس ونيويورك يانكيز.
وحُكم على كريس كوريا، المدير السابق للكشافة في سانت لويس كاردينالز، بالسجن لمدة 46 شهرًا في عام 2016 بعد عملية عالية التقنية تضمنت اختراق قاعدة بيانات اللاعبين والموظفين ونظام البريد الإلكتروني في هيوستن أستروس. وقدر المدعون الفيدراليون أن عمليات الاختراق كلفت فريق أستروس حوالي 1.7 مليون دولار بالنظر إلى كيفية استخدام كوريا للبيانات لتجنيد اللاعبين. واعترف كوريا بأنه مذنب في التهم المتعلقة بسرقة الأسرار التجارية.
بعد فضيحة دوري السلة الأميركي.. إليك أشهر وقائع «الجاسوسية الرياضية»
المصدر: مقالات